وزيرة الصحة: 158 ألف مصاب بأمراض القلب في البحرين - مؤتمر «طب القلب الرياضي» حدث طبي ورياضي تتفرد به المملكة على مستوى دول المنطقة
قالت وزيرة الصحة فائقة بنت سعيد الصالح إن أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة أظهرت أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي أكثر الأمراض المزمنة المنتشرة بين سكان البحرين، إذ يصل عددهم إلى 158 ألفًا و421 فردًا، مبينة ان من أهم العوامل المسببة لهذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم (17.9%) والسكري (18.4%) والتدخين (15%) والسمنة (39.2%)، إذ هناك ازدياد في معدل الإصابة بهذه العوامل نتيجة تفشي أنماط الحياة غير الصحية، مثل قلة النشاط البدني والعادات الغذائية غير السليمة.
وأكدت الوزيرة، خلال لقاء صحافي خصّت به «الأيام» للحديث حول مؤتمر «طب القلب الرياضي» الذي سيقام تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وتنفرد به المملكة على مستوى دول المنطقة، أن حكومة مملكة البحرين تسعى إلى تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في جميع المجالات، مع توفير جميع هذه الخدمات التشخيصية والعلاجية بالمجان، وافتتاح مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب أكبر شاهد على ذلك، إذ يُعد من أكبر وأحدث المراكز في الشرق الأوسط، فقد تم تزويده بأحدث الأجهزة الخاصة بقسطرة شرايين القلب، بالإضافة الي مختبر لقسطرة كهرباء القلب، كما يتم إجراء عمليات القلب المفتوح بمختلف أنواعها، وفيما يأتي نص اللقاء:
] بدايةً، لو تحدّيثنا عن فكرة مؤتمر «طب القلب الرياضي»، وأهمية ذلك فيما يتعلق بالصحة العامة في مملكة البحرين.
- بداية أود أن أتقدم إليكم بالشكر الجزيل على إجراء هذه المقابلة، وأن أثمن دور الصحافة الوطنية التي تمثل حلقة الوصل بين مؤسسات المملكة من القطاعين الحكومي والخاص والمواطنين.
كما اسمحوا لي أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب؛ على رعايته لهذا الحدث الطبي والرياضي المهم، وعلى ما حظيت به لجنة دراسة أسباب الوفيات في أثناء ممارسة الرياضة في المماشي والصالات الرياضية من دعم كبير من سموه منذ بدء اجتماعات اللجنة، ووصولًا إلى تنظيم هذا المؤتمر، والحملة الوطنية التوعوية المصاحبة لها «نبض الرياضي».
وفيما يتعلق بفكرة مؤتمر طب القلب الرياضي، فأود الإشارة إلى أن تنظيم هذا المؤتمر يُعد حدثًا تتفرد به مملكة البحرين على مستوى دول المنطقة، وهو ما يمثل مكتسبًا جديدًا يضاف إلى المكتسبات الصحية التي تشهدها المملكة على صعيد القطاع الصحي، وذلك بفضل الرعاية الكريمة من لدُن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، والتوجيهات والمتابعة المستمرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر.
ودعيني أعود للخلف قليلًا لأوضح أهمية هذا المؤتمر وفكرته، إذ إن السنوات الأخيرة شهدت تكرار حدوث حالات وفيات لمواطنين في أثناء ممارستهم للرياضة في المماشي والصالات الرياضية، أو حتى بعد ممارساتهم للألعاب الرياضية في عدة أمكان، الأمر الذي طرح تساؤلات حول أسباب تكرار تلك المسألة، وكيفية الحد منها للحفاظ على صحة المواطنين.
ومع تكرار تلك الحالات (ولو أنها لم تكن ظاهرة بمعناها الدقيق)، وجه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب لتشكيل لجنة تعنى بدراسة الأسباب، ووضع توصيات ومبادرات ترتكز على توعية المواطنين بالأساليب الصحيحة لممارسة الرياضة والحفاظ على صحة القلب من جهة، ومن جهة أخرى تطوير المعرفة لدى الكوادر الطبية الوطنية للتعامل مع تلك الحالات.
وبالفعل صدر قرار بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور عبدالرحمن عسكر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة، وضمت في عضويتها ممثلين عن العديد من الوزارات والهيئات الحكومية، منها وزارة الصحة، ومركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة شؤون الإعلام.
وقد خلُصت توصيات اللجنة إلى ضرورة العمل على رفع الوعي لدى الكادر الطبي والرياضي والمواطنين، وتم تكليف وزارة الصحة مع مركز الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة بتنظيم مؤتمر طب القلب الرياضي، على أن تتضمن محاور جلساته جميع المواضيع التي توصلت إليها اللجنة على أصعدة التشخيص والمعالجة، ومناقشة المواضيع ذات الصلة كالتغذية الصحية والممارسات الرياضية الصحيحة.
وعليه، قمنا بوزارة الصحة بتشكيل لجنة تنظيمية للمؤتمر برئاسة الدكتور عادل خليفة رئيس قسم كهرباء القلب بمركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب، وعضوية ممثلين من وزارة الصحة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة ومجمع السلمانية الطبي. وقد عملت اللجنة التنظيمية بجد ونشاط في التحضير لهذا المؤتمر، وعقدت مؤتمرات صحافية، كما نظمت خلال الأشهر الماضية حملة وطنية توعوية مصاحبة للمؤتمر حملت مسمى «نبض الرياضي»، إذ شهدت تنظيم عدد من الفعاليات الرياضية والأنشطة التوعوية بالتعاون مع المجمعات التجارية، وتقديم محاضرات توعوية خاصة لدى المدارس.
] ما الأهداف التي يبتغي مؤتمر طب القلب الرياضي الوصول إليها؟
- مؤتمر طب القلب الرياضي يسعى إلى تسليط الضوء على أسباب الوفيات في أثناء ممارسة الرياضة، سواء للرياضيين المحترفين، أو هواة ممارسة الرياضة من عموم المواطنين، كما يهدف المؤتمر إلى التشجيع على ممارسة الرياضة بطريقة آمنة من خلال تسليط الضوء على الممارسات الصحيحة، والتغذية الصحيحة، وما يحتاجه ممارسو الرياضة من فحوصات طبية وبدنية للتأكد من سلامتهم قبل وفي أثناء ممارسة الرياضة، والتعرف إلى التاريخ المرضي العائلي لممارس الرياضة، فضلًا عن الممارسات السلوكية للرياضيين قبل وفي أثناء وبعد ممارسة الرياضة.
وعلى الصعيد الطبي والأكاديمي، فإن المؤتمر يسعى إلى إطلاع المشاركين على أحدث الدراسات والتجارب في هذا المجال، من خلال استقطاب نخبة من المتحدثين المتخصصين في هذا المجال في عدد من الدول الأوروبية والشرق الأوسط، إذ إن المؤتمر يشهد مشاركة 30 متحدثًا، ونسعى من خلال الجلسات إلى تبادل الخبرة والمعرفة، للخروج بتوصيات تثري الخطط الوطنية لرعاية صحة المواطنين.
] ما أبرز استعداداتكم لتنظيم مؤتمر القلب الرياضي؟ وما أبرز مضامين المؤتمر وأبرز المشاركين فيه؟
- كما ذكرت، المؤتمر يشهد مشاركة 30 متحدثًا يُعدون من أبرز المتخصصين في المجالات ذات الصلة بموضوع المؤتمر، وقد اختيروا بعناية كبيرة من قبل اللجنة المنظمة.
كما حرصنا على تنويع مواضيع المؤتمر لتغطي جميع التخصصات ذات الصلة بطب القلب الرياضي، فهناك مواضيع تتعلق بأمراض القلب، وأخرى تتعلق بسلوكيات ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى مواضيع تتعلق بالتغذية السليمة، وكيفية اجراء الفحوصات والقياسات البدنية، والظروف المثلى لممارسة الرياضة والظروف التي يتوجب اتخاذ الاحترازات اللازمة لممارسة الرياضة بها، وقد أنهينا بالفعل استعداداتنا لتجهيز هذا الحدث الرياضي المهم، وجميع الجهات سخرت طاقاتها لتحقيق أهدافه.
] ما أهمية إجراء فحص القلب البدني؟ وهل هو متاح للجميع؟ وأين وكيف يمكن الحصول عليه؟ ومن تنصحون بإجرائه بشكل خاص؟
- فحص القلب البدني من الفحوصات الحيوية في سلسلة الإجراءات الخاصة بتحديد وجود أنواع مختلفة من أمراض القلب من عدمه، وهو ضروري لجميع الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية، مثل آلام الصدر أو ضيق التنفس أو خفقان القلب وغيرها من الأعراض التي قد تشير إلى وجود خلل في القلب. وهو متاح لجميع المواطنين بصورة مجانية، سواء كان في مجمع السلمانية الطبي أو مستشفى الملك حمد الجامعي أو مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، بالإضافة إلى ذلك تقوم مراكز الرعاية الصحية الأولية بصفتها نقطة الاتصال الأولي للأفراد في سعيهم للحصول على الرعاية الصحية للقلب بالإجراءات الأساسية من الفحص البدني، وفي حالة الشك في وجود أمراض في القلب يتم تحويلهم الى المستشفيات التي تحتوي على وحدات خاصة بأمراض القلب لإجراء المزيد الفحوصات.
] هل أجرت وزارة الصحة دراسةً بشأن حالات الوفيات في أثناء ممارسة الرياضة في المماشي والصالات الرياضية؟ وما أبرز نتائج تلك الدراسة؟
- بصراحة وحسب علمي، لا توجد دراسات علمية مستفيضة عن حالات الوفيات في أثناء ممارسة الرياضة في مملكة البحرين، والسبب هو قلة هذه الحالات، إذ كما ذكرت في بداية حديثي أن هذه الحالات ليست ظاهرة بمعناها الدقيق، إلا أن الاهتمام بها قبل تفاقمها لا قدر الله. أصبحت هذه الدراسات ضرورة، وما هذا المؤتمر إلا باب ينفتح للقيام ببحوث مستقبلية في هذا المجال، لتبيّن الأسباب والحلول المناسبة لتفادي مثل هذه الحالات، حتى لو كانت قليلة.
التعليقات
سجل الدخول لإضافة تعليق