المشاركة الإلكترونية
في إطار تنفيذ الأفكار الفائزة في مسابقة الابتكار الحكومي (فكرة) للعام 2020م والتي تم إطلاقها تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. وإيماناً بأهمية رفع جودة وكفاءة الخدمات الصحية فقد دشنت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم المرحلة الأولى من برنامج "مسعف في كل بيت" والذي يهدف لعمل برنامج وطني للتدريب على أساسيات الإنعاش القلبي الرئوي من خلال برامج الصحة المدرسية والمختصين والاستفادة من المناهج الدراسية للطلبة وتدريبيهم على مستويات مختلفة من الإسعافات الأولية، كما وتهدف مثل هذه المشاريع والبرامج إلى تعزيز مؤشرات التنمية المستدامة ورفع نسبة النجاة للمصاب، وتعزيز الوعي بأهمية ودور الإسعافات الأولية لدى أكبر شريحة مستهدفة في المجتمع.
ويساهم امتلاك مهارات وإجراءات الإسعافات الأولية والمعرفة وتوسيع نطاقات هذه البرامج الإنسانية في إنشاء مجتمعات أكثر أماناً وصحة بصورة مستدامة، وذلك بما يساعد في التعرف على طرق التعامل مع الحالات والإصابات بشكل صحيح من خلال توفير تدخلات سريعة وفعالة للحفاظ على صحة وسلامة المرضى والمصابين من أي أخطار أو مضاعفات محتملة.
جاء تطبيق هذا البرنامج استجابة للاحتياجات والملاحظات التي تم تلقيها والتي تستهدف العمل على تقديم حزمة من الخدمات الصحية الموجهة لفئة المسنين وكبار السن من حيث ضمان حصولهم على خدمات الرعاية الشاملة الوقائية والعلاجية التي تواكب مختلف احتياجات هذه الفئة العمرية من أجل توفير حياة صحية داعمة لهم مع التقدم في العمر، وفي هذا الجانب فقد تم التجاوب مع هذه المتطلبات والاحتياجات بشكل فعال وتوفير الوحدات المتنقلة لكبار السن في مراكز الرعاية الصحية الأولية والتي تقدم الخدمات التمريضية والرعاية بالمسن في منزله وخاصة لغير القادرين على الوصول للمركز الصحي لتلقي خدمات الرعاية المطلوبة.
ويعكس هذا التجاوب مع احتياجات فئة المسنين وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بما يضمن سرعة وسهولة وصول خدمات الرعاية الصحية لهم بكل سهولة ويسر.
تتكون الوحدة المتنقلة للمسنين من فريقين أحداهما للرجال والآخر للنساء ويضم الفريق الواحد أربع موظفين (ممرضة مؤهلة، عدد 2 فني زيارات منزلية وسائق صحي) ويستخدم الفريق حافلة خاصة بالزيارات المنزلية، وقد تم توزيع الوحدات إلى خمس وحدات متنقلة لتغطية العمل بجميع محافظات المملكة بحيث تضم كل وحدة ثمانية موظفين وحافلتين.
تنطلق هذه الوحدات من المراكز الصحية للقيام بالزيارات المنزلية منذ الساعة الثامنة صباحاً الى الساعة الواحدة ظهراً بمعدل ستة أيام بالأسبوع وتقدم خدمات صحية اجتماعية نفسية للمسنين الذين بلغوا الستين وما فوق من العمر والغير قادرين للحضور الى المراكز الصحية لتلقى الخدمة الصحية وتشمل هذه الخدمات الآتية:
- قياس مستوى ضغط الدم.
- قياس نسبة السكر في الدم.
- سحب عينات الدم المخبرية.
- اعطاء الحقن المختلفة.
- عمل الغيارات اللازمة للتقرحات والجروح بمختلف أنواعها.
- تغيير انبوب القسطرة البولية والعناية به.
- تغيير انبوب التغذية والعناية به.
- القيام بالنظافة الشخصية.
- تقديم النصح والإرشاد للمسن وأهله أو من يقوم برعايته.
تم إطلاق هذه المبادرة استجابة للعديد من الملاحظات التي تم تلقيها عبر نظام "تواصل" وعبر مختلف القنوات والتي تأتي تماشياً مع توجيهات الحكومة الموقرة بمملكة البحرين لتقديم أفضل الخدمات الصحية والعلاجية لجميع أفراد المجتمع بما يُسهم في رفع مستوى القطاع الصحي ومراعاة المتطلبات الخاصة بفئة الصم والبكم والتي ساهمت في تحسين وتطوير مستوى الخدمة الموجهة لهذه الفئة على وجه الخصوص، لاسيما من خلال فتح آفاق أوسع للتكامل بين القطاعين العام والخاص، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمواصلة وضع نظام صحي ومستدام يستند إلى أفضل المعايير العالمية ويعزز من جودة الحياة وتقديم كافة السبل الداعمة والخدمات الصحية والعلاجية للجميع وبالأخص للفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي هذا الإطار تم الحرص على تدشين المركز المرئي للتطبيب بلغة الإشارة في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وهي الخدمة الصحية الأولى من نوعها في مملكة البحرين المقدمة لفئة الصم وضعاف السمع، والتي تأتي بالتعاون المشترك بين مراكز الرعاية الصحية الأولية وشركة زين البحرين وجمعية الصم البحرينية، لتلبي احتياجات فئة الصم وضعاف السمع من خلال تعزيز التواصل الفعّال مع الأطباء والكوادر الصحية.
كما أن تدشين هذه الخدمة يجسد الرؤى والتوجهات الداعمة للقطاع الصحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
ويأتي إطلاق المركز المرئي للتطبيب بلغة الإشارة ليعزز أهمية التعاون الوثيق بين كافة مؤسسات المجتمع من القطاع الخاص والمجتمع المدني في تحقيق الأهداف التي تتطلّع إليها المملكة بمختلف قطاعاتها الهامّة لاسيما القطاع الصحي، وذلك ما يميّز هذه الخدمة التي تمّ تدشينها لصالح خدمة فئة الصم وضعاف السمع، والتي تُعتبر محطة مهمة ومميزة لتسهيل الخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئة في مراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث أن هذه الخدمة تلبي احتياجاتهم من خلال التواصل المباشر مع الأطباء والكوادر الصحية بما يعكس الشراكة المجتمعية لتحقيق التطلعات المرجوّة بما يصب في تعزيز المنظومة الصحية وفي صالح الوطن والمواطن.