خلال مشاركتها عند بُعد في الاجتماع رفيع المستوى حول فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" .. وزيرة الصحة تؤكد على ضرورة مواصلة وتعزيز دعم الجهود الدولية للحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز" وصولاً إلى تحقيق الغايات والأهداف المنشودة لبرنامج الأمم المتحدة
شاركت الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة عن بُعد في الاجتماع رفيع المستوى حول فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، والذي يعقد خلال الفترة من 8 إلى 10 يونيو 2021 في الجمعية العامة بمقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك وفقًا لقرار الجمعية العامة 75/260، بحضور عددٍ من الزعماء ورؤساء الحكومات والوزراء من مختلف دول العالم والشخصيات الدولية الهامة.
وخلال مشاركة الوزيرة الصالح؛ أكدت في كلمتها على ضرورة مواصلة وتعزيز دعم الجهود الدولية للحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز" وصولاً إلى تحقيق الغايات والأهداف المنشودة لبرنامج الأمم المتحدة للإيدز، والتي تتمثل في أن يكون العلاج متاحا للجميع والقضاء على انتقال الفيروس وحماية جميع المتعايشين مع المرض وعدم التمييز بينهم بسبب إصابتهم.
وأشادت وزيرة الصحة بتنظيم الاجتماع والذي يتزامن مع مرور 40 عاماً على تشخيص أول اصابة بهذا المرض و25 عاما على إنشاء برنامج الأمم المتحد المشترك لمكافحة الايدز الذي كان له دور بارز في وضع وتنفيذ الأهداف والاستراتيجيات والخطط العالمية مع الجهات الصحية الأخرى من أجل تحقيق الرؤية نحو عالم خال من مرض نقص المناعة المكتسب وما ينجم عنه من مرضى ووفيات بحلول العام 2030.
وتقدمت سعادتها ببالغ الشكر والتقدير على الدعوة للمشاركة في هذا الاجتماع الهام، معربة عن تقدير مملكة البحرين للجهود القيمة التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ووكالات الامم المتحدة المتخصصة للتصدي لوباء الايدز من خلال الجهود والمبادرات الدولية للوقوف صفا واحدا لمواجهة هذا التحدي الصحي الذي يؤرق المجتمع الدولي ويهدد الامن الصحي العالمي.
وأكدت الصالح على أن مملكة البحرين تولي اهتماما بالغا من خلال الدعم اللامحدود للبرامج الوطنية الوقائية بصفة عامة ولبرنامج مرض نقص المناعة المكتسبة بصفة خاصة، والحرص على توفير التمويل المستدام اللازم لتحقيق التغطية الصحية الشاملة والحماية الاجتماعية للمصابين بهذا المرض واستمراره وعدم تأثره بالرغم من الظروف التي تمر بها الأنظمة الصحية بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) بجميع دول العالم، مثنية في الوقت ذاته على التآزر الدولي الذي تبديه البحرين للتقليل من خطر مرض نقص المناعة المكتسبة كوباء عالمي، والتأكيد على الالتزام الرفيع المستوى من خلال دعم الجهود الدولية لتحقيق ذلك مع حلول العام 2030.
واستعرضت الوزيرة "الصالح" الإجراءات التي اتخذتها البحرين على كافة المستويات الصحية من الرعاية الصحية الأولية والثانوية، من خلال توفير التغطية الشاملة لرعاية مرضى نقص المناعة المكتسبة والوقاية منه، إلى جانب وضع سياسات لفحص الفئات الأكثر عرضة للمرض وتحويل الحالات للعلاج ومتابعة استكمالهم له وتوفير العلاج المجاني للمواطنين والمقيمين على حد سواء بما يضمن احترام مبدأ المساواة وحقوق الانسان. منوهة بالتزام المملكة ببناء القدرات من الكوادر المؤهلة للعمل في برنامج مكافحة مرض نقص المناعة المكتسب ومتابعة الوضع الوبائي عبر متابعة مؤشرات الاداء وتشجيع البحث العلمي والدراسات المتعلقة بالمرض، وحرصها على تنفيذ استراتيجيات تضمن التكامل والتنسيق بين البرنامج الوطني للمرض نقص المناعة المكتسب "الايدز" مع البرامج الأخرى مثل البرنامج الوطني لمكافحة السل.
وتطرقت إلى أهمية الاعلان السياسي الصادر عام 2016 "على المسار السريع للتعجيل بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والقضاء على وباء الايدز بحلول عام 2030” والاستراتيجية العالمية للإيدز 2021-2026 ، و ما أشار اليه الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتمثل بضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاه، فضلا عن تحقيق الأهداف المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والحد من أوجه التفاوت، والأهداف المتصلة بالشراكات العالمية وبالمجتمعات العادلة والسلمية الشاملة.
وبينت أن البحرين ومن منطلق الالتزام بهذه الاستراتيجيات والغايات والخطط، فقد أصدرت في العام 2017 قانونا خاصا لحماية المتعايشين مع المرض وصون حقوقهم في تلقي العلاج والعمل وتجريم التعامل معهم بأي صورة من صور التمييز، كما تم اعادة تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من مرض نقص المناعة البشري في العام 2019 برئاسة وزير الصحة وعضوية ممثلين من مختلف الجهات الحكومية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني بما فيهم ممثلين عن المتعايشين مع المرض. كما تم وضع خطة استراتيجية متعددة القطاعات وإدماجها بخطط الوزارات، وإشراك ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمتعايشين بالفيروس والمتأثرين به في اعداد هذه الخطة، مما يعكس الشراكة المجتمعية بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتحقيق أهدافنا في التعامل مع هذه الوباء.
كما أكدت على استمرارية العمل لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لمكافحة الإيدز 2020 - 2025، بما ينسجم مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030 والخطة الوطنية للصحة 2016-2025 وبرنامج الحكومة 2019 - 2022، إذ تتمثل رؤية استراتيجية اللجنة في الانتقال إلى حقبة تندر فيها الإصابة بفيروس نقص المناعة بمملكة البحرين، وإذا وقعت العدوى لا سمح الله فإن المرضى سيتمتعون برعاية صحية مستمرة لتحقيق أعلى مستوى من الصحة.
يذكر أنه خلال هذه الإجتماعات ونيابة عن سعادة السفير جمال فارس الرويعي، المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بنيويورك، قدّم السيد حاتم عبد الحميد حاتم، سكرتير أول ونائب المندوب الدائم، بيان باسم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لتعليل موقف دول الخليج تجاه الإعلان السياسي، أكّد فيه على الحقوق السيادية للدول الأعضاء، بتنفيذ الالتزامات والتعهدات الواردة في هذا الإعلان بما يتفق مع القوانين والتشريعات الوطنية، واحترام القيم الدينية والثقافية للمجتمع.
الجدير بالذكر أن اللجنة رفيعة المستوى قامت بمراجعة شاملة للتقدم المحرز في الالتزامات التي تم التعهد بها في الإعلان السياسي لعام 2016 نحو إنهاء وباء الإيدز بحلول عام 2030، وكيف تستمر الاستجابة، بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، في المساهمة في التقدم في خطة عام 2030 من أجل التنمية المستدامة والهدف الصحي العالمي.
وقدم الاجتماع رفيع المستوى توصيات لتوجيه ورصد الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" بعد عام 2021، بما في ذلك التزامات جديدة ملموسة لتسريع العمل للقضاء على وباء الإيدز بحلول عام 2030 وكذلك لتعزيز الالتزام والمشاركة المتجدد من قبل القادة والبلدان والمجتمعات والشركاء لتسريع وتنفيذ استجابة شاملة ومتكاملة شاملة لفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
التعليقات
سجل الدخول لإضافة تعليق