تطعيم الفئة العمرية البالغة 12-17 عامًا حماية لهم وخطوة نحو الحياة الأقرب للطبيعية
أكد أطباء وأولياء أمور أهمية أخذ الفئة العمرية بين سن 12 إلى 17 سنة للتطعيم المضاد لفيروس كورونا (كوفيد 19)، مؤكدين دعمهم للجهود الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والتزامهم بالتعليمات والإجراءات للحد من انتشار الفيروس، مجددين الثقة بالجهود الوطنية العلمية المخلصة.
وأوضحوا أن تطعيم هذه الفئة العمرية يعتبر ضرورة صحية ونفسية لهذه الفئة نظرًا لحاجتهم إلى زيادة المناعة لديهم لممارسة حياتهم الاجتماعية ومزاولة أنشطتهم مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، فالتطعيم خطوة نحو عودة الحياة الأقرب إلى الطبيعية، مؤكدين أهمية تكاتف الجهود لتحقيق السلامة في المجتمع.
د. سامية علي بهرام استشاري مدرب أطباء واستشاري طب العائلة بوزارة الصحة، قالت إنه على الرغم من إصابة عدد أقل من الأطفال بفيروس كورونا مقارنةً بالبالغين إلا أنه من الممكن للأطفال الإصابة به وأن ينشروا العدوى للآخرين أيضًا، وأوضحت أن مركز مكافحة الأمراض والاوبئة (CDC) يوصي بأن يحصل من هو في عمر 12 عامًا أو أكبر على التطعيم المضاد للفيروس للمساعدة في الحماية، وأوضحت د. سامية أن الآثار الجانبية التي يمكن أن تسبب مشكلة صحية طويلة الأمد غير مرجحة بعد أي تطعيم ، بما في ذلك التطعيم المضاد لفيروس كورونا إذ أظهرت مراقبة التطعيمات تاريخياً أن الآثار الجانبية تحدث بشكل عام في غضون ستة أسابيع من تلقي جرعة التطعيم ولم يتم اكتشاف آثار جانبية طويلة المدى.
وتؤكد د. سامية أهمية التطعيم في معالجة الظروف الصحية العالمية لفيروس كورونا من خلال خفض معدلات العدوى والإصابة والوفاة في جميع أنحاء العالم، إذ بدأت التجربة السريرية المميزة Pfizer-BioNTech Phase 3 في أواخر يوليو 2020 ، حيث تم مشاركة الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا وأكثر وكان عددهم ما يقارب من ثلاثة آلاف مشارك من المراهقين: 2259 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا و 75 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا. وفي مارس 2021 أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تمت مشاركتهم في البحث تكونت لديهم مناعة قوية بعد شهر. وأوضحت د. سامية في ختام تصريحها بأنها كطبيبة وكأم توصي بتطعيم الأطفال في الفئة العمرية المحددة لما له من دور في رفع المناعة وتحصينهم وتأمين السلامة لهم.
أما الدكتورة أميرة آل نوح استشارية طب عائلة وصحة عامة ورئيس مجموعة الأمراض غير السارية بوزارة الصحة وهي ولية أمر قامت بتطعيم أبنائها فأوضحت أن تطعيم الأطفال في هذه الفئة العمرية يأتي بعد دراسات علمية وإجراءات اعتمدتها مملكة البحرين، وترى أنها خطوة جميلة ومهمة وتعتبر إضافة للخدمات التي قدمتها مملكة البحرين لحماية الناس من الإصابة بفيروس كورونا، في ظل ارتفاع عدد الحالات وزيادة الانتشار، فهناك فئة تحتاج للحماية أكثر من غيرها، وهذه الفئة العمرية من 12 إلى 17 تعتبر من الفئات التي تتحرك وتختلط في المدراس والأندية، وبالتالي يمكن للفيروس أن يؤثر عليهم، وخصوصًا المرضى منهم من أصحاب الأمراض المزمنة.
وأكدت د. آل نوح مأمونية التطعيم حيث تمت إجازته في الدول الأوروبية وأعطي للأطفال بنجاح ودون أعراض جانبية خطيرة، وبينت الثقة الكبيرة في اللجنة الوطنية للتطعيمات والمكونة من خبراء يتابعون ويدرسون أي تطعيم قبل القبول به في مملكة البحرين، كما اعتبرت الشركة المصنعة للتطعيم من أعرق شركات الأدوية، ولفتت د. آل نوح إلى أهمية أخذ الجرعتين القادمتين للأطفال واللتين ستسهمان في رفع المناعة المجتمعية لهذه الفئة مع تطبيق الاحترازات، داعية الجميع للتسجيل لأخذ التطعيم، للمساهمة في خفض معدلات الإصابة وتحقيق السلامة المجتمعية بإذن الله.
ومن جانبها أوضحت د. فاطمة ناصر استشارية جراحة عظام أنها لكونها طبيبة وأم قامت بإعطاء أبنائها التطعيم المضاد لفيروس كورونا من أجل سلامتهم، وبينت أنها كانت من أوائل من سجل لتطعيم الكبار وكذلك أبنائها كانوا من أوائل من سجلوا لتطعيم الصغار، معتبرة أن التطعيم هو السبيل الأوحد للعودة للحياة الأقرب إلى الطبيعية، ووضع نهاية لهذا الفيروس، لافتة إلى أهمية الاهتمام بالجانب الصحي والنفسي للشباب.
وبينت الدكتورة فاطمة أن هذه الفئة تعتبر من الفئات التي سرعان ما ستعود لمقاعد الدراسة حال تحسن الأوضاع الصحية، وسوف يسهم التطعيم في رفع حصانتهم بإذن الله، وبينت أن الجيل الجديد مطلع ومتابع للمستجدات، وأن الشباب في هذا العمر هم من يطلبون التحصين من أجل مزاولة حياتهم بشكل أكثر أمان، مؤكدة أهمية دراسة التطعيم على الكبار ومن ثم الحوامل وصولاً إلى الشباب، وقياس تأثير التطعيم على النمو ومؤشرات المخ والذاكرة وغيرها من المؤشرات الصحية، وتوقعت أن تكون المرحلة القادمة هي تطعيم الصغار أيضًا، فجميع الأوبئة عبر التاريخ عولجت بالتطعيمات فهي السبيل للحد من انتشارها بإذن الله.
وفي السياق ذاته أكدت مضاوي قراطة مديرة مكتب المدير العام لمكتب رئيس مجلس الوزراء ثقتها العالية دائما في الجهود الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وبينت أنها اتخذت قرار إعطاء التطعيم لأبنائها مؤكدة ثقتها التامة بجميع إجراءاتهم وتعليماتهم الصحية التي تهدف إلى تحقيق المناعة المجتمعية، وبينت أنها كانت من أوائل المسجلين لتطعيم الفئة العمرية من سن 12 إلى 17 سنة، وقد خضع أبنائها لأخذ التطعيم وفق إجراءات سلامة عالية.
وشجعت مضاوي أولياء الأمور على تطعيم أبنائهم، مؤكدة أن الأعراض الجانبية هي أعراض اعتيادية بسيطة لا يمكن مقارنتها بأضرار عدم أخذ التطعيم وخطورة الفيروس على الصحة، وبينت أن تجربتها مع أطفالها كانت آمنة للغاية، لافتة إلى أن الرهان اليوم هو رهان المجتمع ومستوى وعية واستجابته للإجراءات الصحية اللازمة.
وأخيرا أكدت شيرين عبدالحميد وهي سيدة أعمال وولية أمر اهتمامها بأخذ المعلومات الصحيحة من مصادر معتمدة، معتبرة أن منصات التواصل الاجتماعي الإلكترونية فضاء مفتوح لا يتم التحقق من نشر المعلومات فيه، وعليه وجب الأخذ برأي أهل العلم والاختصاص، وأوضحت اطلاعها على المواقع العلمية التي تبين أهمية أخذ التطعيم في مواجهة الفيروسات الخطرة.
وبينت شيرين أن اجتياز هذه المرحلة الهامة سيكون رهن استجابة الجميع لأخذ التطعيم، مؤكدة ثقتها بجهود وزارة الصحة التي تهدف إلى سلامة المواطنين والمقيمين، فمنافع التطعيمات دائمًا أكبر بكثير من مخاطرها المحدودة، وعليه وجب أخذ التطعيمات لتحقيق الدرجة المطلوبة من الحصانة المجتمعية، مؤكدة أن الفئة العمرية من 12 إلى 17 سنة هي فئة لا يمكن أن تجلس داخل الجدران، لأنها فئة عمرية حركية ومتنقلة بين مقاعد الدراسة والأنشطة الشبابية المختلفة والتجمعات الصغيرة في حدود الأصدقاء، وعليه وجب التفكير بكل ما من شأنه أن يعيد الحياة إلى طبيعتها قدر الإمكان.