مثمنًا التوجيهات الملكية السامية بتوفير اللقاحات مجانًا للمواطنين والمقيمين..الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا يدعو الجميع للتسجيل
قال الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19) إننا من أجل البحرين التزمنا جميعًا بالإجراءات الاحترازية والتعليمات الصادرة، وبإذن الله معًا ننتصر متكاتفين ومتلاحمين، وبوعينا الذي هو جزءٌ من هويتنا البحرينية سنواصل جميعًا التقيد بالإجراءات والتعليمات، مثمنًا الفريق الوطني الطبي التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بتوفير اللقاحات بشكل مجاني للمواطنين والمقيمين والتي تأتي انطلاقًا من حرص جلالته واهتمامه البالغ بصحة الجميع.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) ظهر اليوم في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بالمستشفى العسكري للحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا.
وفي بداية المؤتمر، قال سعادة الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا إنه يحق لنا في مملكة البحرين الفخر بما تم تحقيقه في مواجهة جائحة فيروس كورونا، فما تم إنجازه لا يقل حجمًا عن الجائحة ذاتها باعتبارها من أكبر التحديات الصحية التي واجهت العالم، وكل الجهود المبذولة والإمكانيات المسخّرة والمشاركة المجتمعية والمسؤولية الوطنية رسمت أبهى صورة لحب الوطن بوضع مصلحته العليا فوق كل اعتبار والحفاظ على سلامة الجميع.
ودعا المانع الجميع للتسجيل لأخذ اللقاح باعتباره حماية لكافة أفراد المجتمع من الفيروس، مشيرًا إنه يمكن للراغبين في أخذ اللقاح ممن يبلغون من العمر 18 عامًا فما فوق التسجيل عن طريق الموقع التابع لوزارة الصحة من خلال زيارة الموقع الإلكتروني www.healthalert.gov.bh
وتوجه المانع في هذا السياق بالشكر للعاملين في القطاع الصحي على ما أبدوه من جهوزية تامة لاستقبال الراغبين في التطعيم عبر 27 مركزًا صحياً ضمن الخطة الوطنية للتطعيم، موضحًا أننا اقتربنا من الهدف بخفض عدد الحالات، وحتى نصل للهدف وننتصر معًا على فيروس كورونا يجب أن نواصل الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والتعليمات الصادرة، فاقترابنا من الهدف لا يعني بالضرورة انتصارنا في تحدي فيروس كورونا، وهو ما يستوجب مواصلة الالتزام أكثر بالإجراءات الاحترازية حتى نحقق الهدف المنشود.
من جانبها، أشارت سعادة الدكتورة مريم الجلاهمة الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا إلى أنه منذ بداية ظهور فيروس كورونا ولغاية تصنيفه كجائحة عالمية من قبل منظمة الصحة العالمية، وجميع الدول تتسابق للإسهام في إيجاد حل يخلص البشرية من هذه الجائحة حيث تواصلت مساعي وجهود الدول على مستوى العالم لإيجاد لقاح آمن يثبت فاعليته وسلامته للجميع.
وبينت الجلاهمة أنه ضمن الجهود المستمرة لمملكة البحرين منذ بداية جائحة فيروس كورونا، والجهات الصحية على اطلاع تام بالمستجدات والتطورات الخاصة بالفيروس على مستوى العالم وتابعت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية باستمرار توصيات منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن، وفي هذا الصدد وكما تم الإعلان عنه، فقد وافقت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية على تسجيل لقاح "كوفيد 19" من شركة سينوفارم كما سبق وأن أعطت الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح شركتي "فايزر" و"بيونتيك".
وأوضحت الجلاهمة أن الموافقة على تسجيل أي لقاح تستوجب متطلبات ومعايير دقيقة وبالتحديد بشأن لقاحات فيروس كورونا، فقد مرت الموافقات على اللقاحين في البحرين بمراحل ثلاث تشمل قيام فريق الصيدلة الفني بقسم الرقابة على المستحضرات الصيدلانية بمراجعة الملف المتكامل للقاح والذي يحتوي على الدراسات السريرية التي أجريت ونتائج الدراسات الأولية وعملية التصنيع وضوابط المواد المستخدمة في عملية التصنيع. وفي المرحلة الثانية عرضت بيانات السلامة والفاعلية ونتائج الدراسة على اللجنة العلمية للبحوث السريرية بالهيئة والمكونة من الخبراء من أطباء وباحثين وأكاديميين، ليتم عرضها في المرحلة الثالثة على لجنة التطعيمات بوزارة الصحة، والتي بدورها تقر التطعيم وتقترح الفئات الواجب أخذ اللقاح بحسب الأولوية.
وذكرت الجلاهمة أن جميع المراحل الثلاث أكد فيها جميع المختصين بأن المعلومات المتوفرة تؤيد الموافقة على إدخال اللقاح، وأن نتائج السلامة والفاعلية للقاحين تسمح بالموافقة على استخدامه، وبناء على ذلك قامت الهيئة بإصدار موافقاتها. حيث أن اللقاحات التي اعتمدتها الهيئة أجريت الدراسات بها على أعداد كبيرة من المتطوعين حول العالم، وبينت النتائج الأولية عدم حدوث أية أعراض أحداث سلبية خطرة أدت إلى الدخول إلى العناية القصوى أو الوفاة.
وأوضحت الجلاهمة أن أغلب الأعراض الجانبية التي نتجت عند المشاركين في اللقاح كان نتيجة رد الفعل المتوقع بعد أخذ التطعيم؛ مثل الألم في مكان الحقنة، الصداع، ارتفاع درجات الحرارة، الشعور بالتعب، وكلها أعراض استمرت ساعات أو 24 ساعة على الأكثر.
أما بالنسبة لفعالية اللقاح، فأكدت الجلاهمة أنه تمت دراسة النتائج التي بينت نسبة الإصابة بالفيروس بعد أخذ اللقاح ومقارنتها بين نسبة الإصابة لمن أخذ اللقاح الفعلي أو الوهمي. فقد بينت نتائج لقاح "كوفيد19" من شركة سينوفارم فعاليته بنسبة 86% ضد الإصابة بالفيروس كما تم سجل الإقلاب المصلي معدل 99 % من الأجسام المضادة المعادلة، و100% كمعدل وقاية من الحالات المتوسطة أو الشديدة بعد أن تم اختباره على 42299 متطوعًا في أكثر من بلد، أما بالنسبة للقاح "فايزر" فنسبة الوقاية بلغت 95% وتم تجربته على 43548 متطوعًا، وبشكل عام فإن منظمة الصحة العالمية تعتمد نسبة فعالية 50% لتكون مقبولة لضمان فعالية اللقاح.
وحول ما يتردد عن كيفية السماح للتسريع في الموافقة على اللقاح وتصنيعه في وقت قصير، أوضحت الجلاهمة أنه تم السماح لتصنيع لقاح "كوفيد 19"بسرعة أكبر دون أن تقلل السرعة من سلامة اللقاح حيث تم تقصير الجدول الزمني للتجارب السريرية دون إغفال جانب الجودة، وتم تخطي المرحلة الأولى أو دمج المرحلة الأولى مع تجارب المرحلة الثانية، نظرًا لأن دراسات المرحلة الأولى تشمل عددًا صغيرًا من الأشخاص، وتقييم ما إذا كان اللقاح المرشح يسبب استجابة مناعية وأنه آمن.
وأضافت الجلاهمة أن الشركات قامت بالبدء بتصنيع اللقاح - أثناء استكمال المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، بحيث إذا ثبت أنه آمن وفعال، فسيكون لديهم عدد كبير من الجرعات الجاهزة، وفي أثناء انتظار أن يكون اللقاح جاهزًا، تم إعداد العديد من الجوانب الأخرى لإيصال اللقاح، بما في ذلك وضع خطط لكيفية توزيع الكمية الأولى المحدودة المتاحة وضمان الإمدادات الكافية لتوزيع اللقاح وإعطائه، مثل قوارير اللقاح والمحاقن وغيرها من المعدات اللازمة للتحصين.
وجددت الجلاهمة التأكيد أن الهيئة تضع صحة وسلامة المواطنين والمقيمين أولوية قصوى لا يتم التهاون فيها، وكل هذه الجهود تأتي لضمان توفير لقاح آمن وفعال للمواطنين والمقيمين في مملكة البحرين، داعيةً الجميع للاطمئنان والتسجيل لأخذ اللقاح ضمن الخطة الوطنية للتطعيم.
من جهة أخرى، أكد المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا على أننا قادرون على أن ننتصر معًا في مواجهة الفيروس بمواصلة التزامنا من أجل البحرين بكافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، منوهاً بأن همّة مملكة البحرين متواصلة من أجل حفظ صحة وسلامة أبنائها فكانت دائمًا من الدول السباقة لتعزيز أمنها الصحي على مختلف المستويات.
وتطرق القحطاني لبعض الفروقات بين اللقاحات فيما يخص الآثار الجانبية، وطريقة أخذ اللقاح وجرعاته، مشيرًا إلى أن اللقاحات آمنة بصور عامة وفائدتها تفوق بعض الأعراض الجانبية المترتبة عليها.
وأوضح القحطاني الفرق بين اللقاح المعطل ولقاح الحمض الريبوزي المرسال، حيث أن اللقاح المعطل الذي يتم اتباع النظام تقليدي في صناعته أثبت فعاليته سنوات طويلة وهو آمن، وتوجد لقاحات عديدة منه مثل لقاح الانفلونزا والتهاب الكبد، كما أن اللقاح المعطل يحتاج لفتره طويلة لإنتاج كميات كبيرة لأنه يستوجب أولًا زراعة الفيروس ثم تحويله إلى لقاح معطل، مستشهدًا بلقاح شركة سينوفارم كمثال على اللقاحات المعطلة، وتبلغ جرعاته اثنتان.
وبين القحطاني أن النوع الآخر هو لقاح الحمض الريبوزي المرسال، وهي تقنية حديثة متطورة أثبتت فعاليتها من 5 سنوات وتمت تجربتها بنجاح باهر في عدة دول الآن، حيث يعمل الحمض الريبوزي المرسال على تكوين أجزاء من البروتين التي تشبه قطع من فيروس كورونا وتحفز جهاز المناعة لتكوين الأجسام المضادة من غير أن تسبب أي خلل في الهندسة الوراثية للإنسان حيث أنها لا تخترق نواة الحمض النووي كما يشاع عنه.وأضاف القحطاني أن الحمض الريبوزي المرسال هش للغاية، لذلك هو مغلف بغشاء دهني يذوب في درجة حرارة أقل من - 70، ومثال عليه لقاح فايزر، وقد أثبت الدراسات فعاليته كما أنه آمن، ويمكن إنتاج كميات كبيرة في غضون أسابيع.
وذكر القحطاني أنه قد تحدث بعض الآثار الجانبية للقاحات قد تكون موضعية كالألم والانتفاخ في موضع الحقن، وقد تكون أعراض عامة ومنها، الصداع، الشعور بالإعياء والحمى، مبينًا أن من أكثر الأعراض الجانبية التي قد تعقب أخذ لقاح "كوفيد 19" الشعور بالألم في موضع الحقن، الصداع، الشعور بالإعياء وآلام العضلات، ويتم التعامل مع الأعراض الجانبية عند حدوثها بحسب نوعها وشدتها، فالأعراض البسيطة كالألم في موضع الحقن أو الصداع من الممكن استخدام مسكنات الألم لها.
وعن طريقة أخذ اللقاح وعدد جرعاته، فأوضح القحطاني أنه يؤخذ من خلال الحقن في عضلة الذراع، ويعطى على جرعتين يفصل بينها 21 يوماً، مشيرًا إلى أن الفئات المستهدفة في لقاح "كوفيد 19" من شركة سينوفارم و"فايزر" هم البالغون من عمر 18 عاماً فما فوق.
وجدد القحطاني التأكيد على ضرورة المبادرة للتسجيل لأخذ اللقاح، وإن تمت الإصابة بالفيروس مسبقًا، حيث يمكن للمصاب مسبقاً بالفيروس أخذ اللقاح بعد مضي 90 يوماً من الإصابة.
وأكد القحطاني أن الاستجابة المناعية تختلف بين الأشخاص، فقد لا تتكون المناعة الكافية لدى متلقي اللقاح لحمايته من الإصابة بالفيروس، ولكن أخذ اللقاح قد يؤمن الحماية من الإصابة المتوسطة إلى الشديدة.
وجدد القحطاني التأكيد بأهمية مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتعليمات الصادرة في كل الأوقات، داعيًا من كل فرد أن يبث الطمأنينة فيمن حوله وعدم تناقل الأخبار غير المعتمدة حول التطعيم، فنحن مازلنا نراهن على وعي المجتمع للتصدي للجائحة بنجاح.
من جانبها، نوهت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) بأنه بعد رحلة طويلة في ساحة مواجهة الفيروس، "معًا ننتصر" يجدد فينا العزم لمواصلة ما بدأناه جميعًا مرحلةً بمرحلة حتى بات الفوز قريبًا باستمرار التزامنا ووعينا وتجاوبنا الإيجابي، لتحقيق أقصى درجات الأمن الصحي في مواجهة الجائحة حسب الخطط الموضوعة.
وأكدت السلمان أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والقيام بالاستعدادات الرامية لتفعيل الخطة الوطنية للتطعيم، فاللقاح آمن وفعال وتمت الموافقة عليه من قبل الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية بعد دراسات ومراجعات مستفيضة وإجراءات متسلسلة وفق أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، مجددةً دعوة جميع المواطنين والمقيمين ممن يبلغون من العمر 18 عامًا فما فوق للتسجيل لأخذ التطعيم.
وأضافت السلمان أن أخذ التطعيم هو السبيل لحماية المجتمع، وعلى كل فرد أن يبدأ بنفسه ويحث أفراد أسرته المباشرة ومحيطه الاجتماعي، فالوقاية خير من العلاج دائمًا وخاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية العالمية لفيروس كورونا، مذكرةً بأهمية تجنب التجمعات باختلافها ومواصلة تطبيق معايير التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في كل الأوقات.
وختامًا، أكدت السلمان أن وزارة الصحة مستمرة في جهودها للوصول المبكر للحالات القائمة والمخالطين من خلال توسيع نطاق وأعداد الفحوصات اليومية والفحوصات العشوائية، من أجل سرعة علاجها وبالتالي سرعة تعافيها بشكل أسرع.