مواطنون متعافون من الفيروس: كورونا فيروس خطير والاحترازات الوقائية صمام أمان
أكد عدد من المواطنين المتعافين من فيروس كورونا أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية واتباع كافة الإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة من الجهات المختصة لما لها من دور هام في تقليل عدد الحالات اليومية وشددوا على ضرورة عدم التهاون والتراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية بما يحفظ صحة وسلامة الجميع، لافتين إلى أهمية تقدير الجهود الوطنية لفريق البحرين التي وضعت مصلحة المواطنين وسلامتهم نصب الأعين.
وبين المتعافون من الفيروس تجربتهم النفسية عند إصابتهم بالفيروس وابتعادهم عن الأسرة بسبب إجراءات العزل التي تنطبق عليهم سواء كانت مشاعر خوف وقلق أو ابتعاد عن الأسرة، معتبرين أن الضرر النفسي هو الضرر الأشد الذي يعاني منه المصاب بفيروس كورونا، لافتين إلى أهمية عدم التهاون في الإجراءات الاحترازية.
ويؤكد علي البنخليل موظف يعمل في القطاع الخاص، خطورة فيروس كورونا الذي انتقل إليه بسبب الاختلاط، وعن تجربته يقول: "أصبت بالفيروس نتيجة المخالطة في العمل، فرغم أننا نعمل بنظام أسبوع بأسبوع، إلا أنني أصبت بالفيروس لعدم التقيد التام بالإجراءات الاحترازية، ونقلت العدوى إلى والدتي، وهذا اعتراف مني بالتقصير الذي أتمنى أن لا يقع فيه أحد، فرغم وجود أعراض أخف من أعراض الأنفلونزا إلا أن الإحساس بالفيروس يجعل الإنسان معرضا لضيق التنفس والإحساس بنقص الأكسجين".
وأضاف البنخليل: "أتقدم بكلمة شكر وعرفان للفريق الطبي المجند لخدمة الحالات القائمة، فالعناية والمتابعة التي وجدتها محط فخر واعتزاز، إذ تلقيت الاتصالات المستمرة لمتابعة حالتي، ووجدت الردود السريعة حال طلب المشورة، فضلا عن الخدمات المتكاملة عالية المستوى، منذ لحظة الاتصال بـ 444 وإجراء الفحص في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، مرورا بالمتابعة عبر المركز الصحي ولبس السوار الإلكتروني، وصولا إلى بلوغ مرحلة الشفاء بعد 10 أيام".
وعن خصوصية تجربته قال: "لم أكن أعاني من أية أعراض، فقد شككت بإصابتي بالفيروس بعد مكالمة من صديقي الذي أخبرني بإصابته، عندها وجب علي التحرك للتأكد من إصابتي بالفيروس، وتم الفحص وظهرت النتيجة الإيجابية التي جعلتني أتأمل واقع الحال، فبين معايشة الإصابة عن بعد وبين الإصابة بالفيروس نفسه ثمة فرق لا يلمسه إلا من أصيب به، فمشاعر المصاب تختلف تماما، ويصيبه الخوف والقلق والتوجس وضيق النفس، من هنا تأتي أهمية الوقاية وتجنب الفيروس قدر الإمكان، فالأثر النفسي أكبر بكثير من الأثر الجسماني".
وفي السياق ذاته تحدث عبدالله جاسم متقاعد عن تجربته التي يراها نتيجة تقصيره وتهاونه في عدم التقيد بالإجراءات الاحترازية مؤكداً أهمية التدابير الوقائية والالتزام بها وذلك بلبس الكمام وتعقيم الأيدي، والتباعد الاجتماعي فهم مفتاح السلامة، كما يجب عدم نبذ المتعافين، فالاحتواء والتعامل بشكل طبيعي أمر مطلوب.
وعن تفاصيل تجربته مع كورونا قال عبدالله: "ارتفعت حرارتي وأصبت بأعراض كالزكام، والكحة الجافة، فبادرت بالذهاب للمركز الصحي مباشرة، وبدأت المتابعات الصحية وخلال 16 ساعة ظهرت النتيجة، وذهبت للعزل لمدة 10 أيام، ومن أشد الأمور أثرا في نفسي هو الابتعاد عن أسرتي، وكم هو مؤسف عدم القدرة على التواصل مع أفراد أسرتك بحرية، ومع الأسف فقد تسببت في نقل العدوى لكل من زوجتي وابني، من هنا وجب التأكيد على أهمية عدم التأخر في طلب المساعدة الصحية عند الشك بالإصابة بفيروس كورونا وظهور أي عرض غير طبيعي، والتعامل مع الفيروس منذ بدايته".
وأضاف عبدالله: "علمتني تجربتي مع كورونا قيمة الصحة وبينت لي أهمية الحفاظ عليها وتجنب كل ما قد يتسبب بالمرض، وأشكر وأثمن عاليا جهود الطاقم الصحي، فمملكة البحرين وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء أكدت حرصها على تقديم أفضل الخدمات، إذ يظهر تميز مملكة البحرين في جهودها للحفاظ على الصحة واعتنائها بالإنسان الأمر الذي افتقرته الكثير من الدول حول العالم، والتي تتطلب في المقابل عدم الاستسهال في إجراءات الحذر، وعدم التقصير في مسئولية الأفراد التي تحدث الفارق الكبير في المجتمع، فتطبيق الإجراءات الاحترازية لا يكلف الكثير بينما التعامل مع الإصابة بالفيروس يكلف ميزانية الدولة ويهدر طاقة الكادر الطبي ويضر بنفسية وصحة الإنسان".
ومن جانبها تحدثت مريم عبدالله موظفة وربة منزل عن تجربتها مع الفيروس إذ وصفتها بالتجربة القاسية وغير الهينة، وعنها قالت: " شعرت بحالة نفسية سيئة، وبأنني بلا طاقة، وأصبت بخفقان في القلب، وفقدت القدرة على الشم والتذوق، وفقدان الشهية ورغبة في التقيؤ عند الأكل، إلى جانب عدم القدرة على الحركة وضيق النفس، ولم أشعر بارتفاع في الحرارة أو بعدم قدرة على التنفس كما أصاب البعض، وأصبت بعدها بنقص في الدم سرعان ما تلاشى بعد التعافي".
وأضافت مريم: " أصيب كل من أمي وأخي بالفيروس، وقد دخلنا العزل لمدة 5 أيام، ولاقينا عناية طبية كاملة ومميزة للغاية، ولكن نصيحتي بأن لا يتم استصغار الأمور، ولا استصغار الخطر، ففي الوقت الذي تقدم فيه وزارة الصحة أعلى الخدمات الطبية يجب التقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية ولبس الكمام وعدم الخروج إلا للضرورة، مع الحرص على التباعد الاجتماعي، فهي إجراءات تسهم في تقليل التعرض للفيروس بشكل كبير، وإحداث الفارق في عدد الحالات".
وعن تفاصيل تجربتها تقول: "كان من الصعب جدا الابتعاد عن أبنائي الأربعة، فقد خفت عليهم كثيرا، ويجب عدم التهاون في التجمعات أو اللقاءات، لذا وجب رفع الاحترازات الوقائية والتقيد بها قدر الإمكان. وختمت قائلة: "يجب الحذر من تفاصيل حياتنا ويومياتنا، فعدم الاقتراب من بعضنا بعضا وعدم السلام والمصافحة أمر ضروري جدا، كما يجب تعقيم مفاتيح السيارات والمكاتب والكراسي والطاولات وجميع الأسطح إلى جانب مقابض الأبواب وحواجز السلالم، فكل هذه الأمور يمكن أن تتسبب بنقل الفيروس لذا وجب الاهتمام والوعي، فالهدف ليس حماية الفرد فقط بل حماية المجتمع ككل".
فاطمة محمد ، سيدة حامل في الأشهر الأولى تعمل موظفة، أصابها الفيروس بسبب اختلاطها مع الناس في أجواء العمل، وعن تجربتها قالت: "كموظفين نأخذ حذرنا كثيرا أثناء تأدية عملنا، ولكن يظل احتمال الإصابة موجودا، وقد أصبت بالفيروس وأدخلت المستشفى لأسبوعين تلقيت خلالها العناية الطبية اللازمة، فقد كنت حاملا في شهوري الأولى الأمر الذي تطلب عناية فائقة، من هنا أتقدم بهذه الرسالة لكل المواطنين والمقيمين بضرورة الحذر والالتزام التام بالإجراءات الاحترازية لضمان عدم الإصابة، فمسئولية التقليل من نسبة الفيروس مسئولية يتحملها الجميع، ولابد من الحذر مرارا وتكرارا للحد من هذه الجائحة التي كلفتنا الكثير من الجهد والتعب".