متطوعون في التجارب السريرية: نؤسس لبنية تحتية للدراسات الطبية وثقتنا كبيرة بالكادر الطبي
أكد متطوعون بالمرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح كورونا أهمية التأسيس لثقافة المشاركة الإيجابية في التجارب الطبية في مملكة البحرين، معتبرين أنها تؤسس لوجود بنية تحتية للدراسات الطبية، مشيرين إلى الثقة الكبيرة في الكادر الطبي والجهود الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الذي شارك بشخصه الكريم في التجارب إلى جانب عدد من الوزراء وكبار المسؤولين والموظفين والأطباء والمواطنين في مملكة البحرين.
وبين المشاركون في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) عدم وجود أعراض جانبية تحول دون المضي في ممارسة حياتهم الطبيعية، ووصفوا اللقاح بالخفيف والخالي من الأعراض الجانبية، مؤكدين أنه لقاح يعتمد على فيروس خامل في الأساس، وأوضحوا أن هذه المشاركة هي مشاركة وطنية إنسانية من شأنها أن تسهم في إنقاذ الإنسانية من فيروس كورونا.
وتحدث الشاب حسن خالد (موظف) أحد المتطوعين في التجارب السريرية الثالثة عن تجربته قائلاً: " تؤسس التجارب السريرية في مملكة البحرين لوجود بنية تحتية للدراسات الطبية، الأمر الذي يجعلها سباقة في الدراسات الطبية لتواكب الدول المتقدمة، كما تعتبر المشاركة في هذه التجارب مشاركة إيجابية تصب في صالح الإنسانية، فالفيروس لن يزول إلا من خلال المرور بمثل هذه التجارب التي تهدف لاكتشاف اللقاح الذي له أن ينقذ العالم".
وبيّن حسن الآثار السلبية التي أصابت العالم بأسره وقال: "انتشار الفيروس مثل تجربة عصيبة، فالعالم تضرر بشكل كبير وأعداد الحالات القائمة في ازدياد، لذا نحن في حاجة لوضع حد لذلك، وما يطبق في مملكة البحرين من تجارب سريرية يشرف عليها كوادر وطنية طبية نثق بها وبعلمها وكفاءتها ما هي إلا تجارب آمنة وأعراضها الجانبية لا تكاد تذكر، وشخصيا لم أصب بأية أعراض، كما أود أن أشيد بفريق البحث الذي يبتغي خدمة البشرية لكي لا يكون للفيروس مكاناً في حياتنا".
تلبية نداء الإنسانية
ومن جانبه؛ أكد المتطوع خالد العلوي انتشار ثقافة التطوع لدى الشباب البحريني، وقال: "حبنا للتحدي وعشقنا للإنجاز سر تطوعنا، فمشاركتي في التجارب السريرية كانت استجابة لنداء الوطن ولنداء الإنسانية، فالمسؤولية التي نحملها على عاتقنا كجيل شاب تحتم علينا التكاتف لأجل هزيمة هذا الفيروس، وأعتقد أن إقبال المتطوعين للمشاركة في التجارب السريرية يجعلهم قدوة وحافزا لمشاركة المزيد وأتوقع بلوغ العدد المطلوب وهو 6 آلاف متطوع في القريب العاجل بإذن الله".
وعن تجربته قال العلوي: "رحلة التطوع كانت سهلة ومرتّبة جداً، منذ لحظة التسجيل مروراً بتوضيح تعليمات الأطباء وشرحهم الوافي لأبرز محطات عملية التطوع وقياس العلامات الحيوية، وصولاً لإجراء فحص فيروس كورونا وسحب الدم، فالعملية متقنة للغاية وتتم بسواعد أبناء هذا الوطن الذين نفخر بهم وبجهودهم".
وعن الأعراض الجانبية تحدث العلوي "ظهرت الأعراض الجانبية بعد قرابة الساعتين، والتي كانت متوقعة حسب شرح الأطباء والبحث الطبي الشخصي الذي قمت به بغية المعرفة والاستزادة بالمعلومات الصحيحة، وقد وجدت الاهتمام من الفريق الطبي من متابعات وتطمينات، فهو أمر سهّل من هذه التجربة كثيرا، فالمهم هو تدوين جميع الأعراض في المفكرة الخاصة بالتجارب التي يتم تزويدنا بها للتأكد من أن تؤتي هذه التجربة ثمارها، ولكنها في المجمل لم تتجاوز الإحساس بالصداع وفقدان الشهية فقط".
وختم العلوي حديثه قائلا: "ما شجعني لخوض هذه التجربة هو تطوع أكثر من 3 آلاف متطوع وقت خوضي التجربة من بينهم كبار المسؤولين والأطباء، واليوم وصل عدد المتطوعين لأكثر من 5 آلاف، لذا أجد أنه على المواطنين والمقيمين أن يكونوا جزءاً من التجارب السريرية لكي نتغلب على هذا التحدي بإنجاز عالمي كبير بإذن الله".
أعراض بسيطة وطبيعية
أم يوسف (موظفة) فضلت عدم ذكر اسمها، قالت عن تجربتها: "اتخذت قرار أخذ التطعيم من منطلق إنساني ومن منطلق المسؤولية الوطنية، وأحب التأكيد أن الفيروس المستخدم في اللقاح هو فيروس خامل، وما شجعني على خوض التجربة عدم تحسسي لأي أدوية من جهة، ولثقتي التامة في الكادر الطبي الذي أثبت من خلال عمله تميزه الكبير عالمياً، وأرى أن هذه التجربة راقية ومنظمة، وقد تعامل الأطباء بمهنية وشفافية عالية، وهناك كتيب واضح بالخطوات".
وبينت أم يوسف أن الأعراض الجانبية هي أعراض بسيطة وطبيعية في المجمل لا تتعدى الإحساس بالتقيؤ والارتفاع في درجات الحرارة، ولكنها لم تصب بأي منها، وقالت: "لم أشعر بأي أعراض جانبية، ولم أسجل أي ملاحظات، وأتابع مع الأطباء بشكل يومي، وأستطيع القول إن لقاح الانفلونزا الموسمية أشد أثراً من هذا اللقاح".