أطباء: ارتفاع أعداد الحالات القائمة لفيروس كورونا منعطف خطير وتحذير من الممارسات غير المسؤولة
حذر مسؤولون واستشاريون وأطباء من مخاطر التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) والتي أدت إلى زيادة أعداد الحالات القائمة الأخيرة للفيروس وبلوغها معدلات كبيرة عما كانت عليه في السابق، إذ ثمة تباين كبير بين معدلات الحالات القائمة في السابق والتي كانت لا تتجاوز 300 حالة يوميًا، وبين طفرة غير مسبوقة أدت لبلوغها أكثر من 700 حالة يومية خلال الأيام القليلة الماضية، وبينوا أهمية التقليل من نسب الإصابات بفيروس كورونا، لافتين إلى أن الزيادة في الأعداد تعتبر منعطفًا خطيرًا يجب التعامل معه بأعلى درجات المسؤولية المجتمعية من قبل الجميع، معتبرين أن رفع درجة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتقيد بالتعليمات الصادرة هو طوق النجاة لتقليل أعداد الحالات القائمة خلال الأسبوعين القادمين.
وأعتبر الأطباء أن صحة وسلامة المواطنين والمقيمين أولوية دائمة لا يجب التهاون فيها تحت أي ظرف من الظروف، لافتين إلى جهود مملكة البحرين الكبيرة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وتوجيهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، والمتابعة المستمرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظهما الله، التي وضعت سلامة المواطنين والمقيمين هدفًا وأولوية بُذلت من أجلها الجهود الحثيثة وخصصت لها الميزانيات الضخمة.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة وفاء إبراهيم الشربتي مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة على أهمية مواصلة العمل بعزم من أجل التصدي لفيروس كورونا، وحثت المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين على ضرورة الابتعاد عن التجمعات حفاظًا على صحة أفراد المجتمع البحريني، موضحةً أنه بفضل من الله ثم الجهود الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله نجحنا في خفض معدلات الإصابة اليومية بالفيروس وبدأنا في مرحلة الافتتاح التدريجي وأوشكت الحياة أن تعود إلى طبيعتها، إلا أنه في ظل تراخي البعض في اتباع التعليمات الوقائية ارتفعت معدلات انتشار العدوى بشكل ملحوظ ومتزايد بعد انخفاض عدد الحالات القائمة لما يقارب 300 حالة سابقًا، إذ ارتفعت النسب الأخيرة لتصل لأكثر من 700 حالة قائمة جديدة يوميًا، الأمر الذي يشكل عبئًا مضاعفًا على الكوادر الصحية الذين آثروا أن يكونوا في الصفوف الأمامية على حساب راحتهم وصحتهم.
وفي ختام تصريحها لوكالة أنباء البحرين أكدت د. وفاء أن الأسبوعين القادمين سيشكلان علامة فاصلة فأما تجاه الانحسار أو الانتشار لا قدر الله، مؤكدة أن تعاون المواطنين والمقيمين سيكون عنصرًا رئيسيًا في تحقيق ذلك من خلال الالتزام بالتعليمات الوقائية والتي من أهمها ضرورة الابتعاد عن التجمعات والالتزام بلبس الكمام والحفاظ على معايير التباعد الاجتماعي، والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون وتعقيمهم بالمعقم الكحولي، كما أوصت بالعمل على رفع المناعة من خلال ممارسة النشاط البدني والحرص على الغذاء الصحي والحصول على قسط كاف من النوم والراحة والابتعاد عن القلق والتوتر.
التوعية بالمضاعفات الطبية
ومن جانبه حذر الدكتور محمد نعيم ناصر استشاري ورئيس قسم أمراض العيون بوزارة الصحة من خطر الشعور بأن الأمور أصبحت طبيعية، موضحًا أن أخذ الأمور ببساطة وبالتالي التهاون في الإجراءات الاحترازية يعتبر إحدى المسببات الأساسية لانتشار الفيروس، مشددًا على أهمية أخذ الموضوع بكل جدية وعدم الاستهتار في كل ما يتعلق بالصحة والسلامة، كما يجب رفع درجات الحذر قدر الإمكان خاصة بالنسبة لفئة كبار السن والنساء والأطفال ومواصلة الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية دون تراخي.
وثمن د. نعيم جهود مملكة البحرين وعنها قال: "تعتبر جهود مملكة البحرين علامة فارقة في كيفية التصدي لجائحة كورونا ما جعلها تحصد الإشادات على مختلف المستويات، ونفخر بتجربة مملكة البحرين إذ جعلت صحة وسلامة الجميع أولوية وخصصت الميزانيات من أجل ضمان سلامة الإنسان عبر العديد من المبادرات، وأثني كثيرًا على جهود الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا والكوادر الطبية الذين يواصلون العمل ليل نهار دون كلل أو ملل في أداء واجبهم الوطني والإنساني."
وختم د. نعيم حديثه بالتأكيد على أهمية التوعية بالمضاعفات الطبية للفيروس لإعطاء الناس فكرة أوسع وأعمق عما يسببه الفيروس للجسم، الذي قد يؤدي لا سمح الله إلى حدوث جلطات في القلب والرأس، وفشل في الرئة.
الحذر من التفاقم
وفي السياق ذاته عبرت الدكتورة أمل داوود رئيس قسم البحوث والدراسات والإنتاج في إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة عن أسفها الشديد للزيادة غير المسبوقة في أعداد الحالات القائمة للفيروس خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تعتبر زيادة كبيرة يجب الانتباه لنتائجها والحذر من تفاقمها.
وقالت د. أمل: "نحذر وندعو المجتمع لتفادي مسببات انتقال العدوى، فما حدث من زيادة في أعداد الحالات القائمة كان سببه التجمعات والمناسبات المختلفة، لذا ندعو لعدم التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، والابتعاد عن التجمعات خلال الفترة القادمة وخصوصًا خلال الأسبوعين القادمين، للحد من الأعداد غير المسبوقة والسيطرة عليها".
وأوصت د. أمل في نهاية حديثها بالتكاتف بين أفراد المجتمع البحريني، وتعزيز الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتجنب التجمعات، حتى نتمكن من خفض معدلات انتشار الفيروس، لافتة إلى أن الجهود الطبية جبارة فعلاً، فالفريق الطبي بجميع كوادره إلى جانب كافة أعضاء فريق البحرين يواصلون الليل والنهار من أجل حماية المجتمع والمواطنين والمقيمين في مملكة البحرين.
تقليل الأعداد هدفنا
وأشارت الدكتورة سامية الدوسري رئيسة قسم الأذن والأنف والحنجرة واستشارية طب السمع والتوازن بوزارة الصحة الى أهمية العمل الجماعي المسؤول من أجل خفض أعداد الحالات القائمة اليومية، مبينة أهمية الالتزام بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية بما يسهم في الحد من انتشار فيروس كورونا، كما حذرت في الوقت نفسه من مخاطر انتقال الفيروس عن طريق الرذاذ أو اللعاب أو عن طريق كل ما قد يدخل الأغشية المخاطية، معتبرة أن وعي الجميع والتزامهم هو رهان الخروج من هذا المنعطف الخطر الذي كان سببه التهاون والتراخي في تطبيق الإجراءات.
وقالت د. الدوسري: "نؤكد على الجهود الكبيرة للفريق الطبي فهم أبطال البحرين فعلًا، كما نبين أهمية الالتزام الجاد بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية وتحمل كل فردٍ لمسؤوليته الفردية والمجتمعية في هذا الجانب حمايةً لنفسه وأسرته ومجتمعه".
الإنسان أغلى ما نملك
وشدد الدكتور معتصم محمد حامد استشاري تخدير وعلاج ألم بوزارة الصحة على أن البحرين أثبتت بتعاملها مع الفيروس أن الإنسان هو أغلى ما تملك، مؤكدًا أهمية العمل الجاد للتقليل من نسب انتشار فيروس كورونا من خلال التقيد بالإجراءات الاحترازية دون تهاون.
وحذر د. معتصم من مخاطر التجمعات وخصوصًا التجمعات غير المسؤولة التي لا يتم فيها تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية، مؤكدًا أهمية الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا لما يتسبب به من مخاطر كثيرة، فالفيروس ينتقل بسرعة وهو خطر فعلًا على كبار السن والنساء والأطفال تحديدًا، لذا وجب رفع معايير الحذر قدر الإمكان.
وختم د. معتصم بالتأكيد على أهمية الالتزام بالإرشادات الصحية والتدابير الوقائية الصادرة من وزارة الصحة، وشكر أعضاء الفريق الطبي العاملين في الصفوف الأمامية، والفريق التطوعي من الطاقم الطبي وغير الطبي الذين جندوا أنفسهم من أجل التصدي لهذه الجائحة، وعرضوا حياتهم للخطر في مواجهة الفيروس من أجل تقديم أفضل الخدمات الصحية للجميع، مبينًا أهمية تحمل الجميع لمسؤوليتهم في التقيد بالإجراءات الاحترازية بما يضمن صحة وسلامة المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء.