أكثر من 3 آلاف تجربة سريرية (تطوعية ناجحة) حتى الآن و(الوطنية والمسؤولية) سر التطوع
أكد عدد من المتطوعين في التجارب السريرية البالغ عددهم أكثر من 3 آلاف متطوع حتى الآن أهمية المشاركة الإيجابية في التجارب السريرية التي يشرف عليها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19)، والذي يعمل منذ 9 أشهر من أجل التصدي لهذه الجائحة وفق أعلى المعايير، والتي ساهمت في الحد من انتشار الفيروس قدر الإمكان، ومثلت أفضل التجارب الصحية على مستوى العالم.
وأكد المتطوعون المشاركون في التجارب السريرية تفعيلهم لشعار (مجتمع واعي) الذي يعتبر نهجا وطنيا ينم عن ثقة عالية بجهود الفريق الوطني الطبي، بما يحقق المشاركة الوطنية من جميع المتطوعين الذين مثلوا الشرائح المختلفة للمجتمع من مواطنين وأطباء ومسؤولين ومقيمين، فهذه المشاركة الوطنية ليست سوى إسهام فاعل في إنجاح جهود التوصل للقاح ينهي الفيروس الذي يعاني منه العالم أجمع، لافتين إلى أن تجربتهم في أخذ اللقاح كانت إيجابية ولم ينتج عنها أي انتكاسة أو أعراض جانبية غير طبيعية.
وأكدت الدكتورة أمل الغانم أهمية المشاركة في التجارب السريرية التي بلغ عدد المشاركين فيها حتى الآن أكثر من 3 آلاف متطوع، ووصفتها بأنها تجارب ناجحة وآمنة واعتبرتها فرصة ذهبية لأخذ اللقاح قبل الغير، وبينت أن الفريق الوطني الطبي لن يعمم أي تجربة للقاح إلا بعد التأكد منه ودراسته والتيقن من جميع المعلومات الخاصة به، وبينت ثقتها بجهود الفريق الوطني الطبي وبإجراءات مملكة البحرين التي كانت ولا تزال تمثل تجربة فريدة وناجحة بشهادة العالم أجمع.
وأوضحت الدكتورة الغانم متابعتها لأعداد الحالات القائمة ورصدها للتغيير الكبير في عدد الإصابات الذي كان في حدود 300 حالة يوميا ووصل إلى أكثر من 600 حالة في الأيام الأخيرة، الأمر الذي يبين الحاجة الماسة إلى إيجاد لقاح ينهي هذا الانتشار ويضع حدا لهذا الفيروس والذي تمت مواجهته بجهود كبيرة وبتسخير جميع الإمكانيات المتاحة.
وختمت الدكتورة الغانم حديثها بتوضيح أن مملكة البحرين استطاعت مواجهة الفيروس منذ عدة أشهر، الأمر الذي يبين أهمية التوصل للقاح يضمن سلامة الناس، ويضع حدا لهذه المعاناة الإنسانية التي أصابت العالم أجمع، وقالت: " نحن كأطباء ومتابعين تواصلنا مع القائمين على اللقاح، وبحثنا معهم جميع المعلومات الخاصة به والتي نراها معلومات مدروسة ومنطقية تستوجب دعمها، كما وقرأنا الكثير عن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة ، وعلينا جميعا السعي من أجل إنجاح التجارب السريرية كلٌ من موقعه، لاسيما وأن اللقاح الجديد يتبع شركة عريقة ذات باع طويل في مجالها، مع التأكيد وتجديد الثقة بالفريق الطبي الذي يسهر 24 ساعة متواصلة من أجل إدارة هذا الملف الصحي بكفاءة واقتدار".
عمل وطني إنساني
وفي السياق ذاته تحدث الدكتور أسامة طه، طبيب في مجال العظام والعمود الفقري والمتطوع في التجارب السريرية عن تجربته قائلا: " أؤمن برسالة أن الإنسان ثروة يجب المحافظة عليها، ونحن كأطباء أقسمنا أمام الله وبشرف المهنة من أن نعمل ونفني الغالي والنفيس من أجل الإنسان، وما هذا اللقاح سوى جزء من العمل الإنساني الذي يخدم الإنسان، لذلك تعتبر المشاركة في أخذ اللقاحات مساهمة في بقاء الإنسانية، وهو جزء أصيل من تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على التسامح والتكافل والمحبة والعمل من أجل الإنسان".
وتوجه د أسامة بدعوة إلى جميع المواطنين والمقيمين من أجل حثهم على المشاركة الفاعلة في التجارب السريرية التي وصفها بالعمل الوطني الإنساني، وبين أن المرحلتين السابقتين قد مهدت الكثير في هذا المجال، داعيا لأن تكون تجربة مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة بشارة خير لوضع حد لهذا الفيروس الذي كلف العالم الكثير.
وختم د أسامة حديثه بالتأكيد على أهمية عدم التردد بالمشاركة في التجارب، فالباب لا زال مفتوحا، وقال: "يخوض العالم اليوم تحديا كبيرا يتمثل في مواجهة كورونا، وقد بذلت الحكومات الكثير من أجل الحد من انتشاره، ولابد من تثمين جهودهم، مع التأكيد على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة والاحترازات الوقائية وعدم الخوف".
مرحلة ثالثة بلا أضرار
ومن جانبها أوضحت د. صديقة سعيد طبيبة متطوعة في التجارب السريرية أن هذه التجارب اجتازت المرحلتين التجريبيتين الأولى والثانية، مؤكدة ثقتها بأن مملكة البحرين والفريق الوطني الطبي لن يسمحوا بإجراء وتنفيذ المرحلة الثالثة إلا بعد أخذهم لجميع الاحتياطات اللازمة وثبات عدم وجود آثار سلبية يمكن أن تؤثر على المشاركين، وبينت أملها في أن تكون هذه المرحلة ناجحة ومميزة وتؤتي بنتائجها الطبية التي ينتظرها الناس في البحرين والعالم أجمع.
وقالت د. صديقة: " لقد أخذ منا ملف مواجهة فيروس كورونا الكثير من الوقت والجهد، ونحن كأفراد ومتطوعين في مجتمع واعي نؤكد مشاركتنا الإيجابية، لذا فإن دعم أي جهد يمكن له أن يؤدي لإيجاد لقاح فاعل ضد هذا الفيروس ليس سوى مسؤولية على الجميع تحملها".
ولفتت د. صديقة في نهاية حديثها إلى أهمية أخذ المعلومات الصحيحة بخصوص اللقاح من المصادر الموثوقة من كادر وزارة الصحة والفريق الوطني الطبي المختص، وعدم تداول معلومات مغلوطة من بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي عادة ما تكون معلوماتهم نتيجة لآراء شخصية غير موثوقة وغير علمية.
إجراءات بسيطة وبدون موعد
لفت أحمد عبد علي جاسم، موظف متطوع في التجارب السريرية، وقوف أهل البلد المشرف في هذا الوقت الحاسم والهام بوطنية كبيرة من منطلق أهمية المشاركة في هذه التجارب التي يؤمل منها الكثير، وعنها قال: " كان القرار سريعا جدا، خرجت من المنزل وأردت الاطمئنان بعدم إصابتي الفيروس من خلال الفحص، عندها قررت أن هذا الفيروس لن تكون له نهاية إلا من خلال التوصل للقاح يضمن السلامة منه، عندها قررت أخذ اللقاح، واتجهت مباشرة لمركز البحرين للمعارض بدون أخذ موعد مسبق، ولم أجد إلا الترحيب والسلاسة في الإجراءات".
وبين أحمد حرصه الدائم على أخذ التطعيمات الموسمية له ولأفراد أسرته، إيمانا منه بأهمية التطعيمات ودورها في الحد من انتشار الأمراض، وقال: "أثق ثقة كبيرة بأن وزارة الصحة في البحرين لن تقدم على تطبيق هذه المرحلة من التجارب السريرية إلا بعد تأكدها من سلامة تأثيراتها، إذ لا يعقل أن تعرض حياة الناس للخطر، وأود أن أطمئن الجميع بأن أخذ التطعيم لا يعطل الإنسان عن حياته الطبيعية، ولا يوجد حجر أو حجز لمن تطوع".
للأهل والوطن والعالم
إلى ذلك أكد طاهر العصفور متطوع في التجارب السريرية أن المشاركة تعد واجبا وطنيا إنسانيا يصب في صالح البشرية، وقال عن تجربته: " لكوني موظف في وزارة الصحة، وقريب من عمل الأطباء، أدرك أهمية التطوع في مثل هذه التجارب من أجل التصدي لفيروس كورونا والوصول للقاح مناسب يضمن القضاء عليه، خاصة وأنه قد اجتاز أول مرحلتين بنجاح كبير".
وأضاف طاهر: " كنت من أوائل المتطوعين، وأخذت التطعيم ولم أواجه أي مشاكل تذكر، وأعتقد أننا لو استفدنا من هذا اللقاح مستقبلا وثبتت فاعليته سيكون لنا الفخر بأننا كنا جزءا من هذا الإنجاز العالمي الكبير، فالنجاح سيكون للجميع ومن أجل الجميع، لذا أجد أنه من المهم جدا استقاء المعلومات الواضحة والصحيحة من مصادرها الموثوقة، فالمشاركة في التجارب السريرية واجب إنساني ووطني، وقد تم مشاركة اكثر من 3 آلاف عينة حتى الآن، وهم خير قدوة للأهل والوطن والعالم".
أقل من الواجب
فيما أكد المتطوع عبدالعزيز البلوشي أهمية المبادرة في أي مهمة أو واجب وطني، موضحا أهمية مشاركة الجميع كل من موقعه في تقديم أي معونة أو مبادرة تصب في صالح الوطن من جهة والإنسانية من جهة ثانية، وعن تفاصيل تجربته قال: "أعمل موظفا حكوميا بنظام النوبات، ولم أتمكن من تقديم أي مبادرة تطوعية بسبب ارتباطي بالعمل، من هنا وجدت أن المشاركة في التطوع لإجراء التجارب السريرية هو أقل ما أستطيع تقديمه لوطني في ظل مساعي مواجهة تحدي كورنا، منوها بأن ذلك واجب وطني، وشكر نعبر من خلاله عن امتنانا للفريق الوطني والكادر الطبي الذي ساهم منذ بداية مواجهة الفيروس بجهود جبارة من أجل الحد والتقليل من آثار هذا التحدي الصحي".
وأكد البلوشي أهمية أن يضع المواطنون بصمتهم في كل ملف وطني في البحرين، وشدد على أهمية أخذ المعلومات الصحية من مصادرها وعدم الترويج للمعلومات المغلوطة عن اللقاح، ولفت إلى أن المشاركة في التجارب السريرية كان من شريحة منوعة شاملة للمجتمع، من أفراد ومسئولين وأطباء، وهذه المشاركة النوعية ليست سوى دليل على أهميتها من جهة، وأمانها من جهة ثانية، فهي إن لم تنفع لن تضر بإذن الله.
وختم البلوشي حديثه بالثناء على الجو الوطني العام في مركز البحرين للمعارض والمؤتمرات، وشعور الجميع بالرضا من العمل الجماعي والمسئول الذي يقدم في ظل ظروف استثنائية تستوجب الدعم، وقال: "لم يصبني أي عارض سوى إحساس بسيط بالغثيان، ومارست عملي بشكل اعتيادي فضلا عن أداء رياضتي اليومية بكل يسر وسهولة، وهناك متابعة مستمرة لكل تفاصيل الحالة منذ لحظة دخولي للتطوع حتى الآن، وكلي أمل في أن تكون هذه المبادرة بداية نجاح للتوصل للقاح يحفظ الناس من هذه الجائحة".