الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا: ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والابتعاد عن التجمعات وتجنبها
أكد الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) مواصلة مملكة البحرين لجهودها على كافة المستويات والأصعدة في سبيل التصدي لفيروس كورونا، موضحًا أن للمملكة أوجه تعاون مختلفة خليجيًا وإقليميًا ودوليًا لمجابهة الفيروس خاصة في مجال البحوث والتبادل المعرفي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) ظهر اليوم في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بالمستشفى العسكري للحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا.
وأضاف المانع أن البحرين تشارك من هذا المنطلق في المرحلة الثالثة للتجارب السريرية على لقاح معطل للفيروس بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من خلال شركة جي 42 التي تتخذ من أبو ظبي مقرًا لها، وذلك في إطار الشراكة بين شركة جي 42 وشركة " تشاينا ناشونال بايوتيك غروب " التابعة لشركة الأدوية الصينية "سينوفارم" سادس أكبر منتج للقاحات في العالم.
وعلى صعيد آخر، نوه المانع إلى أن العمل مستمر بناءً على توصيات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا لإعادة فتح عدة قطاعات تدريجيًا مع مراعاة عوامل محددة لتقييم الوضع بين الفتح أو إعادة الإغلاق، كإجمالي الفحوصات الموجبة من إجمالي عدد الفحوصات اليومية، وعدد الحالات التي تستدعي العناية المركزة من إجمالي عدد الحالات القائمة، إضافة إلى نسبة الاشغال في مراكز العزل والعلاج من إجمالي الطاقة الاستيعابية.
وشدد المانع على أهمية مواصلة الالتزام بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية خاصة مع إعادة فتح الصالات الرياضية والملاعب الخارجية وبرك السباحة الذي تم خلال الأسبوع الماضي، مبينًا ضرورة اتباع المواطنين والمقيمين لكل ما تم إصداره من قرارات وتعليمات وتوجيهات لازمة من القطاعات المعنية، فبحسب المعطيات والنتائج سيتم بشكل دوري مراجعة القرارات.
ونوه المانع بأن استمرارية التزام الجميع بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية تعني استمرار العودة للحياة الطبيعية تدريجيًا، وعلى خلاف ذلك فالتهاون في التطبيق سيحتم إعادة الإغلاق التدريجي بناء على العوامل السالفة الذكر، فالعلاقة طردية، كلما واصلنا بعزم التقيد بالإجراءات الاحترازية ازدادت سرعة العودة والتصدي للفيروس.
واستعرض المانع إجمالي أعداد الإشغال في مراكز العزل والعلاج، حيث بلغت الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج 8357 سريرًا، يبلغ الإشغال منها 1752سريراً ما يمثل 21% من الطاقة الاستيعابية، كما بلغ عدد الحالات القائمة التي تم تطبيق العزل الصحي المنزلي الاختياري عليها 1383حالة قائمة، وهي لا تعاني من أية أعراض وتتطابق مع الشروط المحددة لهذا النوع من العزل، مشيرًا إلى أن نسبة المتعافين من إجمالي الحالات القائمة بلغت 92.6%، في حين بلغت نسبة الوفيات 0.4% من الحالات القائمة.
من جانبه، أوضح المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا أن مملكة البحرين تشارك في التجارب السريرية للقاح المعطل لكوفيد-19 في مرحلتها الثالثة بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في إطار الشراكة بين شركة "تشاينا ناشيونال بايوتيك غروب" التابعة لـ"سينوفارم" شركة الأدوية الصينية وهي سادس أكبر منتج للقاحات في العالم، ومجموعة "جي 42" للرعاية الصحية إحدى الشركات التابعة لمجموعة "جي 42" والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.
وأكد القحطاني أن اللقاح المحتمل مدرج تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، وهو لقاح معطل بمعنى أنه خامل ولا يسبب الإصابة بالفيروس، وإنما يساهم في صنع الأجسام المضادة للفيروس وبالتالي تحفيز مناعة الجسم لمقاومة الإصابة.
وأشار القحطاني إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب تم اعتمادها من قبل الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، وهي تأتي بعد نجاح وتبيان فاعلية وأمان المرحلتين الأولى والثانية في الصين دون التسبب في أية آثار ضارة، حيث تضمنت المرحلة الأولى بصورة أساسية التأكد من فاعلية اللقاح، بينما تم في المرحلة الثانية تقييم توليد المناعة والبحث في عملية التطعيم لعدد محدود من الأفراد وتوسيع الدراسة السريرية وإعطاء اللقاح لأشخاص بخصائص معينة "مثل العمر والصحة البدنية" تشابه الفئات التي تم تطوير اللقاح الجديد لها خصيصاً.
ونوه القحطاني بأن دولة الإمارات العربية الشقيقة بدأت تجاربها السريرية للمرحلة الثالثة في نهاية يوليو الماضي، وتأتي تجربة البحرين لتوازي هذه التجربة حيث سيتم إجراء التجارب السريرية على 6000 متطوع ومتطوعة من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.
ودعا القحطاني البالغين من العمر فوق 18 عامًا ممن لم يصابوا بفيروس كورونا مسبقًا للمشاركة في عملية التطوع من خلال التسجيل في المنصة الوطنية للتطوع، مؤكدًا أن الفريق الطبي سيقوم بمتابعة المتقدمين من المتطوعين للترتيب حول آلية خضوعهم لعملية التقييم الصحية قبل الانضمام للتجارب السريرية للقاح بحسب البروتوكول المعتمد.
وبيّن القحطاني أن طريقة تصنيع هذا اللقاح تعد من الطرق المتعارف عليها سابقًا والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية في مجال إنتاج اللقاحات، معربًا عن أمله في نجاح المرحلة الثالثة للّقاح والتي سيتم من بعدها اعتماده وتصنيعه كأحد اللقاحات التي ستسهم في تعطيل فيروس كورونا، وهو ما سيجعل للملكة بصمة إضافية من أجل الإنسانية في التصدي للجائحة العالمية.
من جهتها، أكدت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) على أهمية مواصلة كافة الجهود بعزم للحفاظ على صحة وسلامة الجميع، وضرورة اتباع القرارات الصادرة من الجهات المعنية والابتعاد عن التجمعات وتجنبها.
وأشارت السلمان إلى أن البحرين حفظت حرية التنقل للجميع، وتم منع التجمعات حفاظًا على صحة الجميع، بخلاف ما حدث في بعض الدول التي فتحت جميع الأماكن وسمحت بالتجمعات، والآن بدأت في غلق الأماكن لما سببته التجمعات من نقل للفيروس وزيادة الحالات القائمة.
ودعت السلمان إلى التعايش بذكاء مع الوضع الراهن أي ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية عند ممارسة الحياة الطبيعية، وذلك بالتوازي مع إعادة الفتح لبعض القطاعات تدريجيًا، موضحةً أنه بعد مرور أكثر من 5 شهور على اكتشاف أول حالة قائمة في البحرين فمن المتوقع أن التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية تكرست وأصبحت عادة وسلوك لدى الأغلبية.
وقالت السلمان إن منظمة الصحة العالمية أشارت في مؤتمرها الأخير لضرورة القيام بكافة الإجراءات دون تجاوز بعضها الآخر، حيث أكدت المنظمة على مفهوم "Do It All"، أي قم بجميع الإجراءات، التزم بمعايير التباعد الاجتماعي، ارتد الكمام، اغسل يديك بانتظام، قم بتغطية الفم عند السعال، قم بجميع هذه الإجراءات دون التهاون بأحدها.
وذكرت السلمان أن الالتزام بكافة الإجراءات يسهم في الوقاية من الفيروس والحماية من آثاره النفسية على بعض الأفراد بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي أو غيرها من الإجراءات، مبينةً أن وزارة الصحة مستمرة في الوصول المبكر للحالات القائمة والمخالطين من خلال توسيع نطاق وأعداد الفحوصات اليومية، والفحوصات العشوائية، من أجل سرعة علاجها وسرعة تعافيها بالتالي بشكل أسرع، حيث تم إجراء أكثر من 923 ألف فحص مختبري لغاية اليوم.
وأشارت السلمان إلى أن حملات الفحص العشوائية في عدد من المناطق المختلفة في المملكة تستهدف المواطنين والمقيمين ممن لا تظهر عليهم أعراض الفيروس، أو لا تنطبق عليهم شروط المخالطة في المناطق التي تتم فيها هذه الحملات، أما الحالات التي تظهر عليها الأعراض فيجب عليها الاتصال بالرقم 444 واتباع التعليمات التي تعطى إليها، وعدم الذهاب للأماكن التي تتم فيها الفحوصات العشوائية.
وأكدت السلمان أن الحالات التي تنطبق عليها شروط المخالطة فسيتم الاتصال بهم إن كانوا ضمن قائمة المخالطين للحالة التي تم رصدها أولًا، كما أن هناك بعض الحالات المصابة والتي قد لا تظهر عليها الأعراض، مشددةً على ضرورة الالتزام بتعليمات الحجر المنزلي لمدة عشر أيام، وأهمية أجراء فحص إنهاء الحجر المنزلي للتأكد تمامًا من عدم الإصابة، فقد تكون نتيجة الفحص الأولي سليمة لكون العدوى في بدايتها.
واستعرضت السلمان الوضع الصحي للحالات القائمة لفيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث بلغت عدد الحالات القائمة تحت العناية 38 حالة، وبلغت الحالات التي يتطلب وضعها الصحي تلقي العلاج 97 حالة قائمة، في حين أن 3097 حالة وضعها مستقر من العدد الإجمالي للحالات القائمة الذي بلغ 3135 حالة قائمة، كما تم تعافي 41504 حالات وخروجها من مراكز العزل والعلاج.
وجددت السلمان التأكيد على إلزامية ارتداء الكمامات خارج المنزل في كل الأماكن والأوقات ما عدا أثناء قيادة السيارة، وارتدائها أيضاً عند ممارسة رياضة المشي واستثناء الرياضات التي تتطلب جهدًا بدنيًا شديدًا مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، إلى جانب ارتداء الكمامات عند مقابلة أشخاص لديهم أمراض وظروف صحية كامنة أو من كبار السن المعرضين أكثر للخطر داخل إطار الأسرة الواحدة، والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي.
وأشارت السلمان إلى ضرورة الاستمرار في الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون جيداً بشكل دوري، مع الحرص على استخدام معقم اليدين، وتنظيف الأسطح والأشياء التي يتم استخدامها بشكل متكرر وتعقيمها جيداً بصورة دورية، وتغطية الفم عند السعال، والتخلص من المناديل المستخدمة بالطريقة الصحيحة، وتجنب لمس أي شخص يعاني من الحمى أو السعال، وفي حال ظهرت الأعراض على أي شخص عليه الاتصال على 444 واتباع التعليمات التي سوف تعطى إليه.