في مؤتمر صحفي عقده الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا مع تمكين.. أهمية المواصلة بعزم بالإجراءات الاحترازية لتجنب ارتفاع الحالات كما حدث بعد عيد الفطر والدعم من تمكين شمل حتى الآن حوالي 16 ألف مؤسسة
أكد الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) أن جهود مملكة البحرين للتصدي لجائحة كورونا والتخفيف من آثارها لم تقتصر على القطاع الصحي بل شملت كافة القطاعات الأخرى لأن المواطن هو دومًا محور كافة الخطط والمبادرات والبرامج في المملكة في مختلف الظروف.
وثمّن المانع تقدير حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لكافة الطواقم الطبية والإدارية والعسكرية والمدنية على جهودهم الحثيثة لدى زيارة جلالته القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، مؤكدًا أن التقدير المستمر من جلالته في مختلف المناسبات حافزٌ للمواصلة بعزم والوقوف بثبات أكبر حتى انتهاء هذه الجائحة بما يحفظ صحة وسلامة الجميع.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) مع صندوق العمل "تمكين" ظهر اليوم في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بالمستشفى العسكري للحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا.
ونوه المانع بأن عزم وعزيمة المجتمع في مواجهة الفيروس يدفع الجميع لتقديم المزيد، مشيرًا إلى ضرورة التزام كل فرد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المعتمدة من قبل الجهات المعنية وأهمية التحلي بالتفكير الإيجابي ونشره بين فئات المجتمع وتقديم الدعم النفسي كعامل وقائي لتعزيز التكيّف مع الفيروس، وأهمية الابتعاد عن القلق من الإصابة بالفيروس لما يسببه القلق من آثار سلبية نفسية وصحية.
وأوضح المانع أن وزارة الصحة قامت في هذا الصدد بتقديم الدعم النفسي لمختلف قطاعات المجتمع خلال هذه الجائحة، لتشمل كلًا من الحالات القائمة في مراكز العزل والعلاج والعاملين الصحيين بشكل خاص في مملكة البحرين، إضافة إلى رفع مستوى وعي المواطنين والمقيمين حول طريقة التعامل مع هذه الظروف.
ودعا المانع الجميع للاستفادة من خدمة التطبيب عن بُعد التي دشنتها وزارة الصحة لتقديم خدماتها عبر الاتصال المرئي، خاصة في حالات الاستشارات الطبية البسيطة والاستفسارات الصحية أو طلب التحاليل ومراجعتها وتجديد الوصفات الطبية، إذ تهدف هذه الخدمة إلى تقليل الاختلاط قدر الإمكان للحالات التي يمكن خدمتها عن بعد دون الحاجة لزيارة المركز الصحي.
واستعرض المانع إجمالي أعداد الإشغال في مراكز العزل والعلاج، حيث بلغت الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج 8357 سريرًا، الإشغال منها 2083 سريراً ما يمثل 25% من الطاقة الاستيعابية، أما الحالات القائمة التي تم تطبيق العزل الصحي المنزلي الاختياري عليها فتبلغ 1649 حالة قائمة، وهي لا تعاني من أية أعراض وتتطابق مع الشروط المحددة لهذا النوع من العزل، كما بلغت نسبة المتعافين 89.65%من إجمالي الحالات القائمة في حين بلغت نسبة الوفيات 0.34% من إجمالي الحالات القائمة.
وأكد المانع على ضرورة المواصلة بعزم والالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية كافة، خاصة مع حلول عيد الأضحى المبارك قريبًا، منوهًا بأن ارتفاع الحالات بعد عيد الفطر المبارك كان بسبب التجمعات في أواخر شهر رمضان وأيام العيد ومشددًا على أهمية عدم تكرار ذلك لمصلحة الجميع.
وجدد المانع دعوته للجميع بالامتناع عن التزاور وخاصة بين العائلات والابتعاد عن التجمعات العائلية، والمعايدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتفعيل الدفع الإلكتروني، مؤكدًا أن تحدي فيروس كورونا يستوجب المواصلة بعزم وفق المسؤولية الوطنية لتجاوزه بنجاح.
من جهته، أشاد الدكتور إبراهيم محمد جناحي الرئيس التنفيذي لصندوق العمل "تمكين" أن التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة انعكاسات فيروس كورونا وتأثيره على المستوى الاقتصادي، وتوفير الدعم اللازم للقطاع الخاص للتعامل مع آثاره، وقرارات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث بلغت الحزم المالية والاقتصادية حتى اليوم أكثر من 4.5 مليار دينار بحريني.
وقال د. جناحي إنه تعزيزًا لهذه الجهود الوطنية أعلن صندوق العمل "تمكين" في مارس الماضي عن إطلاق برنامج "دعم استمرارية الأعمال" والذي يتمثل في تقديم منح مالية للمؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر الأكثر تأثرًا من جائحة كورونا.
وأضاف الرئيس التنفيذي لصندوق العمل "تمكين" أن الدعم جاء على مرحلتين، حيث خصصت الحكومة ميزانية لبرنامج دعم استمرارية الأعمال بقيمة 40 مليون دينار بحريني في المرحلة الأولى، وتمت مضاعفة مبالغ الدعم للمؤسسات الأكثر تأثرًا من التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في المرحلة الثانية.
وأشار د. جناحي إلى أنه تم تفعيل المرحلة الأولى من برنامج دعم استمرارية الأعمال في مارس 2020 عبر تقديم المنح لدعم جزء من النفقات التشغيلية للمؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر في جميع القطاعات الاقتصادية المتأثرة من فيروس كورونا، وتم تقديم الدعم لأكثر من 15,600 مؤسسة صغيرة ومتناهية الصغر.
وأوضح د. جناحي أنه تم تضمين المتأثرين من سائقي سيارة الأجرة والحافلات ومدربي السياقة وعاملات رياض الأطفال في إطار هذا الدعم وتم دعم أكثر من 900 بحريني، كما أن مبالغ الدعم المقدمة للمؤسسات ضمن المرحلة الأولى جاءت بحسب حجم كل مؤسسة وذلك بقيمة إجمالية تتراوح ما بين من 1050-12000 دينار بحريني لكل مؤسسة تقسم على 3 شهور.
وحول المرحلة الثانية والتي تم تفعيلها اعتباراً من يوليو 2020، قال د. جناحي إنه تم الإعلان عن زيادة ميزانية برنامج دعم استمرارية الأعمال لتمديد مدة الدعم لثلاث شهور أخرى ومضاعفة مبالغ المنح للقطاعات الأكثر تأثرًا.
وأوضح د. جناحي أن الدعم شمل ضمن هذه المرحلة أكثر من ثلاثة آلاف مؤسسة ووصل عدد المؤسسات التي تم صرف مستحقاتها بأثر رجعي إلى 296 مؤسسة، كما تم ضمن هذه المرحلة أيضاً النظر في طلبات المؤسسات التي تأتي ضمن القطاعات الأكثر تأثراً، والتي قامت بالتسجيل مسبقاً في البرنامج ولم يشملها الدعم ضمن المرحلة الأولى، حيث تم صرف مستحقات الدعم لها بأثر رجعي للشهور الثلاثة الماضية ومن ثم سيتم مواصلة الدعم لها بالمبلغ المضاعف للشهور الثلاثة المقبلة.
وأشار د. جناحي إلى المؤسسات في القطاعات الأكثر تأثرًا التي حصلت على الدعم خلال المرحلة الثانية حيث تم تقديم الدعم لـ1914 صالون تجميل، و393 مطعمًا ومقهى، و346 مكتب سفر، و205 أندية و193 معهدًا، مبينًا أن حزمة الزيادة أيضاً شملت مواصلة دعم سائقي سيارات الأجرة والحافلات ومدربي السياقة وعاملات رياض الأطفال، وذلك بنسبة 50% للشهور الثلاثة المقبلة.
وأكد د. جناحي مواصلة تمكين لجهودها نحو توفير الدعم اللازم للقطاع الخاص بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لصالح الوطن والمواطن.
من جانبه، جدد المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا التأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية منعًا لتزايد الحالات بعد عيد الأضحى المبارك، مشددًا على أن المسؤولية فردية وبحس الفرد المسؤول نضمن سلامة المجتمع كافة.
واستعرض القحطاني عدد الحالات القائمة في أول يوم لعيد الفطر المبارك الموافق 25 مايو 2020 حيث بلغت 4323 حالة قائمة، وبعد حوالي أسبوع ازدادت الحالات لتصل 4988 حالة قائمة بتاريخ 3 يونيو 2020، وازدادت أكثر لتصل 5343 حالة قائمة بتاريخ 11 يونيو 2020 بعد مضي ما يقارب أسبوعين بسبب زيادة المخالطين، بزيادة تقارب 1000 حالة مقارنة بأعداد أول يوم العيد.
وأوعز القحطاني هذه الزيادة في الأعداد إلى التجمعات في أواخر شهر رمضان وأيام العيد، منوهًا بضرورة عدم تكرار ذلك لضمان صحة الجميع، إذ أن التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية لا يسهم في تسطيح المنحنى.
وشدد القحطاني على تفادي مسببات زيادة الحالات عبر الامتناع عن التجمعات العائلية والخروج لغير الضرورة، وأهمية ارتداء الكمام والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي، آملًا أن تتناقص الأعداد ولا تزيد بعد عيد الأضحى.
وأشار القحطاني إلى أن مملكة البحرين تواصل جهودها للحد من انتشار فيروس كورونا عبر توسيع نطاق وأعداد الفحوصات اليومية، حيث حققت البحرين ثاني أكبر نسبة للفحوصات في العالم لكل ألف شخص وذلك لاتباع استراتيجية (اتبع، افحص، عالج)، كما أن التقارير اليومية للفيروس في البحرين تُظهر تزايد الحالات القائمة من المخالطين بسبب فاعلية آلية تتبع المخالطين.
وذكر القحطاني أن وزارة الصحة قامت بتحديث صفحة آلية تتبع أثر المخالطين على موقعها الإلكتروني حيث يتم تحديث موجز المجموعات أسبوعيًا واستعراض حالات المخالطين.
وجدد القحطاني الدعوة للمتعافين من فيروس كورونا للتبرع ببلازما الدم لمن تنطبق عليهم الشروط المعلنة سابقًا، وذلك بزيارة بنك الدم بمستشفى قوة دفاع البحرين، موضحًا أن الفوائد الصحية للتبرع من الدم عديدة كضمان الصحة الجيدة وتقليل مخاطر الإصابة بمرض السرطان، ومساعدة الآخرين في التغلب على مضاعفات فيروس كورونا.
من جانب آخر، أكدت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) مواصلة كافة الجهود بعزم للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في المملكة.
ونوهت السلمان بضرورة مواصلة الالتزام بالقرارات الصادرة من الجهات المعنية خاصة خلال الفترة المقبلة مع حلول عيد الأضحى المبارك، وعدم التهاون فيها من أجل حفظ صحة وسلامة الجميع والابتعاد عن التجمعات لحفظ سلامة الجميع.
واستعرضت السلمان الوضع الصحي للحالات القائمة لفيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث بلغت عدد الحالات القائمة تحت العناية 47 حالة، والحالات التي يتطلب وضعها الصحي تلقي العلاج بلغت 90 حالة قائمة، كما أن 3685 حالة وضعها مستقر من العدد الإجمالي للحالات القائمة الذي بلغ 3732 حالة قائمة، وتم تعافي 33455حالة وخروجها من مراكز العزل والعلاج.
وأضافت السلمان أن وزارة الصحة تواصل بعزم توسيع نطاق الفحوصات العشوائية ونطاق وأعداد الفحوصات اليومية للوصول المبكر للحالات القائمة، وعلاج من يحتاج منها للعلاج بما يسهم بالتعافي في وقت أسرع، وتم في هذا الصدد لغاية اليوم إجراء أكثر من 744 ألف فحص مختبري.
وجددت السلمان التأكيد على إلزامية ارتداء الكمامات خارج المنزل في كل الأماكن والأوقات ما عدا أثناء قيادة السيارة، وارتدائها أيضاً عند ممارسة رياضة المشي واستثناء الرياضات التي تتطلب جهدًا بدنيًا شديدًا مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، إلى جانب ارتداء الكمامات عند مقابلة أشخاص لديهم أمراض وظروف صحية كامنة أو من كبار السن المعرضين أكثر للخطر داخل إطار الأسرة الواحدة، والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي.
وأشارت السلمان إلى ضرورة الاستمرار في الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون جيداً بشكل دوري، مع الحرص على استخدام معقم اليدين، وتنظيف الأسطح والأشياء التي يتم استخدامها بشكل متكرر وتعقيمها جيداً بصورة دورية، وتغطية الفم عند السعال، والتخلص من المناديل المستخدمة بالطريقة الصحيحة، وتجنب لمس أي شخص يعاني من الحمى أو السعال، وفي حال ظهرت الأعراض على أي شخص عليه الاتصال على 444 واتباع التعليمات التي سوف تعطى إليه.