العمل بمسؤولية لتلبية نداء وطني

الكاتب: غير معروف
عن الكاتب: -
التصنيف: غير مصنف

ميعاد جعفر بوحميد - طبيبة عائلة - الصفوف الامامية - قاعة البحرين الدولي للمعارض

عملنا منذ بداية الجائحة في السنة الماضية بكل دافع حب و مسؤولية اتجاه هذا البلد الذي اعطانا الكثير من خيره وقد شعرت منذ اليوم الاول من الجائحة عندما طلبت منا الوزارة ان نشارك في العمل بالمسؤولية الحتمية لتلبية هذا النداء إلا ان سفر والدي وقتها و قد كانوا عالقين في استراليا قد اخرني قليلا في الانضمام للصفوف الامامية في الشهر الأول حيث انه من الصعب علي ان اترك اطفالي طوال هذا الوقت مع مدبرة المنزل ألا ان شيئا ملحا كان يؤرقني  طوال الليل ويجعلني في الايام الصعبة افكر ان هذا واجب وان سلامة الوطن هي من سلامة أطفالي فقررت ان اتحمل كل الاعباء و انظم للفريق الطبي منذ شهر ٣ وكان عملي متقطع وقتها ما بين المركز الصحي و مركز البحرين الدولي للمعارض و الوحدات المتنقلة و المحاجر الصحية حتى تم تثبيتي في مركز البحرين الدولي للمعارض وقد كنت اعمل ليلا ونهارا واكمل العمل في البيت بحرص شديد خوفا على اولادي في البيت متحمله المسؤولية الكاملة لان والدي و والدتي ما زلوا عالقين في استراليا وهم من كانوا يساعدوني في تحمل مسؤوليات اطفالي بحكم عملي الوظيفي كطبيبة ألا ان الرحمة الإلهية كانت تعتني بي وبهم دائما والهدوء النفسي و الاطمئنان الروحي الذي كنت اشعر وانا اخدم الوطن في هذه الأزمة كانت هي الدافع الاقوى لي للمواصلة .. ثم في اليوم ٣٠-٤-٢٠٢٠ علمت بالفحص المنزلي اني حامل وكنت يومها اغطي المعارض في قسم اخذ العينات وكان يوم الجمعة يوم اجازة وتليها اجازة عيد العمال التي تصادف ١-٥-٢٠٢٠ فكنت انتظر انتهاء الاجازة لكي اخبر الفريق الطبي بأني حامل وقد كنت وقتها اشعر بحزن شديد اني سأضطر لمغادرة الفريق الطبي لأني حامل وقد شعرت مع نفسي وقتها بأني سأخذل الوطن في هذا الوقت الصعب غصبا عني.. وقتها عملت في يوم الاجازة نتيجة لضغط الشديد من يوم ٣٠-٤-٢٠٢٠الى ٣-٥ يوميا من الساعة ٢ ظهرا الى ١٠ ليلا في اخذ العينات اي اني كنت اقف طيلة اليوم تقريبا وقتها كان الازدحام شديد جدا عدت بعدها لتغطية المركز الصحي ٤-٥ وعملت فحص الحمل من جديد في المركز كي أتأكد و استعد لأخبار الفريق الطبي بأني حامل وقد كنت اشعر بالكثير من الحزن الحقيقي لان هناك شيء يدفعني بقوة للمواصلة العمل مع الفريق في هذه الجائحة ولا اريد ان اتوقف عن العمل معهم.. ألا ان مشيئة الله كانت عكس ذلك.. عملت فحص الحمل  ، تأكدت من حملي وفي يوم ٥-٥ عندما كنت استعد لأخبار مسؤولتي في العمل بأني حامل وانه يجب علي التوقف عن العمل في المعارض مع الفريق في نفس اليوم اشتد علي ألم ام اشعر به قط في حياتي وقد كنت وقتها في الدوام وماهي الا ساعة وبدل ان اذهب لأخبار المسؤولة عن حملي ذهبت لأخبرها ان لدي نزيف شديد وألم  وانا حامل وغالبا هذا النزيف هو اجهاض وفعلا قدر الله وما شاء فعل في هذا اليوم اجهضت و ذهبت للمستشفى وعملت عملية التنظيف وكان الشعور قاسي و مؤلم جدا فقدان طفل كنت انتظر ان ينمو في احشائي ويكبر وما هي الا ايام وافقده ألا ان الاحساس بالمسؤولية اتجاه وطني والعمل مع الفريق والعودة للانشغال التام في ذلك الوقت كان الدافع الاساسي والرئيسي لتغلب على هذا الألم .. الألم النفسي بالفقد والألم الجسدي وألم بعد امي وابي عني في أقسى الظروف لأن احساسي بالمسؤولية اتجاه وطني كان اكبر من الاستسلام لألمي مهما كان حجمه فحبي لسلامة الوطن و سلامة الناس و عودة أهلي للوطن تتطلب مني العمل الدؤوب على ذلك.. كانت هي اقسى الايام وامر اللحظات التي عشتها في هذه الجائحة