تجربة العمل التطوعي في المطار وفي الوحدات المتنقلة خلال جائحة كورونا كوفيد 19

الكاتب: غير معروف
عن الكاتب: -
التصنيف: غير مصنف

الكاتبة: د. عشرت غلوم حسين

مع بداية الجائحة تم طلب أطباء للعمل التطوعي في المطار وفي الوحدات المتنقلة وكنت من أول المتقدمين لطلب التطوع، ولكم لم القى أي اتصال من المسؤولين، انتظرت عدة أيام مرت وكأنها شهور، هل يا ترى أنا لا استحق هذا الشرف هل أنا غير كفئ لهذا العمل الإنساني وألف هل وهل في مخيلتي، وبعد عدة أيام ابلغتني مسؤولتي المباشرة بأن المسؤولين في الوزارة على علم بتقديمي لطلب التطوع ولكن خوفا على صحتي ولأني أعاني من التهاب القولون المزمن " داء كرونز" وبسبب نقص المناعة لدي رفضوا مشاركتي مبدئيا.

لم أشعر يوما بالنقص في حياتي رغم المرض ولم يمنعني المرض والعلاج والحقن من مزاولة مهنتي على أكمل وجه، ولكنه اليوم يمنعني من القسم الذي اقسمته قبل أكثر من 15 عام بأن اخدم الإنسانية وأخدم وطني في السلم والحرب، الشعور باليأس لا يفارقني، الحرمان من خدمة الوطن في قمة احتياجه لي، العجز من مساعدة زملائي وزميلاتي في الصفوف الأولى. لم استطع التحمل و قمت بنفسي بالاتصال بمسؤولة المراكز الصحية في المنطقة  و قلت لها وأنا أبكي وبداخلي حرقة بأن لا تحرمني من هذا الشرف ولا تجعل من مرضي مانعا لخدمة الوطن , فهناك من يخدمون وهم في اسوء حالا مني وانا في اتم الاستعداد بالتضحية  بحياتي من أجل الإنسانية و من أجل هذا الوطن, كلماتي هذه كانت مؤثرة بالفعل فبعد عدة أيام قمت بأول مشاركة لي في الوحدات المتنقلة وبعدها لم اتوقف ومنذ أكثر من سنة والى يومنا هذا وأنا وبكل فخر مع الصفوف الأولى في خدمة هذا الوطن وقد قمت بالمشاركة في اصعب الأوقات وفي ذروة الجائحة مع رحلات الأجلاء وغيرهم, واقد تم اختياري للمشاركة ضمن فريق البحرين في سباقات الفورميلا و للمرة الثانية خلال الجائحة, وبكل فخر وعزم نواصل من أجل البحرين ومن أجل الإنسانية, فأرواحنا جميعا فداء للوطن.