اطمئنان ...فحصك الآن يعني الأمان

الكاتب: د. عبير محمد الغاوي
عن الكاتب: القائم بأعمال مدير ادارة تعزيز الصحة
التصنيف: الرعاية الصحية

حملة اطمئنان حملة للتوعية بطرق الوقاية من سرطان الثدي وعوامل الاختطار المسببة له وكسر حاجز الخوف بالمعرفة، الحملة تطلقها وزارة الصحة بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة في شهر أكتوبر الجاري مستهدفةً الفتيات والنساء من عمر 18 سنة فما فوق في جميع أنحاء مملكة البحرين لمدة ثلاثة أشهر؛ ويمكن لأي جهة عمل أو جمعية أهلية التواصل مع منظمي الحملة لاستضافة برنامجها الوقائي خلال هذه الفترة على الرقم 17282303.

سيتم تدشين الحملة برعاية كريمة من سعادة وكيل وزارة الصحة الدكتورة عائشة مبارك بوعنق في السادس والعشرين من أكتوبر  الجاري بحضور عدد من الجمعيات النسائية الأهلية كما سيتم المشاركة بمحطات أسبوعية في مقر المجلس الأعلى للمرأة. وستتضمن الحملة  محطات وانشطة متنوعة متمثلة في : محطة الفحص الإكلينيكي، محطة الاستشارات الطبية، محطة المحاضرات، محطة التدريب على الفحص الدوري الذاتي، ، محطة الماموغرام تعرف عليه، محطة صديقات اطمئنان محطة التسجيل والمسابقة ، واخيرا محطة الاستبيان واستطلاع الرأي. هذا ويرافق الحملة خطة إعلامية متمثلة في نشر التوعية عبر مواقع التواصل الإلكتروني لكل من وزارة الصحة والمجلس الأعلى للمرأة، وأيضاً المواد الإنتاجية المرافقة للحملة كالنشرات والفيديوهات التوعوية والوسم الخاص بالحملة " #اطمئنان" . هذا وتنفذ هذه الحملة ضمن مشروع وزارة الصحة "نهتم للوقاية من السرطان " تحقيقا لهدفها الاستراتيجي الاول "الحفاظ على صحة السكان من خلال تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية" ولما لعناية الفرد بنفسه وصحته من أهمية كبرى وأساسية في وقاية الفرد نفسه من هذه الأمراض ومنها سرطان الثدي.

تركز حملة اطمئنان على التوعية بعوامل الخطورة والتأكيد على سبل الوقاية  حيث يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء وبالرغم من انه لا توجد اسباب محددة وواضحة له، ولكن يوجد ما يسمى بعوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الاصابة به ومنها التقدم في العمر، فهو يحدث بشكل رئيسي في النساء فوق عمر 50 عاما، أما في دول الخليج  فقد لوحظ حدوثه في سن مبكرة. وايضا وجود تاريخ مرضي عائلي للإصابة به للأقرباء من الدرجة الأولى. ولكن تبقى انتشار انماط الحياة غير الصحية كالخمول وقلة الحركة  و اتباع نظام غذائي غير صحي وزيادة الوزن والتدخين من اهم العوامل التي يمكن تغييرها للوقاية من المرض. كما ان هناك عوامل هرمونية قد تزيد من احتمال حدوث المرض  وتشمل البلوغ المبكر وعدم الانجاب ،  الارضاع او العمر المتأخر للإنجاب، قصر مدة الرضاع وتأخر سن انقطاع الدورة. وكباقي الاورام فان الاكثار من شرب الكحول والتعرض للأشعة الضارة من البيئة المحيطة او تلقي العلاج لسرطان سابق قد يزيد من خطر الاصابة. وبالرغم من ذلك كله فان معظم أورام الثدي التي تكتشف هي اورام حميدة .

ان سرطان الثدي عادة بلا أعراض، إلا أن هناك دلائل معينة تحذر منه والتي يجب الانتباه لها ومراجعة الطبيب فور اكتشافها عند القيام بفحص الثدي الشهري والذي يجب القيام به من سن العشرين عام وسيتم التدريب عليه خلال هذه الحملة ومن هذه الدلائل وجود كتلة جديدة  او اختلاف حجم ثدي عن الآخر او  إفرازات من الحلمة  أو ملاحظة أن الحلمة مقلوبة للداخل.

 ومن الاعتقادات الشائعة الخاطئة ان الشخص لا يمكنه تجنب الاصابة بهذا المرض وهذا غير صحيح فالعادات الغذائية الصحية وممارسة الرياضة المنتظمة والحفاظ على وزن طبيعي تقلل الاصابة بهذه الامراض بمقدار 40 الى 60%  . ويعتبر فحص الماموجرام، من افضل الطرق للكشف المبكر للنساء بعد تجاوز سن الاربعين،  وهو فحص اشاعي آمن يمكن ان يكتشف اية تغييرات في نسيج الثدي  قبل ان تصبح محسوسة للمريضة او  الطبيبة بفترة زمنية طويلة تصل الى سنتين  ويزيد ذلك من فرص النجاة لأنه يساعد في اكتشاف الورم واستئصاله في وقت مبكر وقبل انتشاره.  و للنساء من سن 20 سنة ينصح بعمل الفحص السريري السنوي والفحص الذاتي الشهري والذي سيتم تدريب المشاركات عليه في هذه الحملة

 وبالإضافة إلى ضرورة الحرص على اجراء الفحوص المبكرة فان طرق الوقاية تتضمن النصائح التالية:

  • تناول غذاء صحي غني بالخضروات والفواكه والأطعمة الغنية بالاوميغا 3 وتجنب الزيوت المهدرجة والابتعاد عن اللحوم المصنعة والمدخنة.
  • التخلص من الوزن الزائد
  • الانتظام بممارسة  الرياضة نصف ساعة يوميا
  • تشجيع الرضاعة الطبيعية
  • الامتناع عن  التدخين واستنشاق دخان الغير.

والخلاصة فانه من رحمة الله تعالى فإن معظم أورام الثدي  حميدة  وليس كل ورم في الثدي خبيثا ولكن لا يمكن التفريق بينها وبين الاورام الخبيثة الا بالكشف الطبي. ومن المهم معرفة ان مرض السرطان ممكن علاجه وان % 40 من الحالات يمكنها الشفاء منها تماما، اذا تم اكتشافها مبكرا.  وليست صحيحا المقولة بانه "لا نستطيع أن نفعل شيئا لمنع الاصابة بالسرطان. فالحقيقة انه يمكن  الوقاية من ثلثي السرطانات باتباع نظام حياتي صحي واجراء الفحوص المبكرة للكشف عن السرطان لأن الكشف المبكر يعطي فرصة أكبر للاستجابة للعلاج والشفاء التام.